سعادة السفير سيدى ولد دومان
يصادف اليوم 28 مارس( آذار) أكثر ذكرياتي حزنا والما. لقد فقدت في مثل هذا اليوم اعز الناس إلى قلبي واقرب الناس مني، فقدت الحنان في اسمى تجلياته والحب الفطري الصادق الذي لا يشوبه من ولا اذى، فقدت الام والصديقة والرفيقة ومامن الاسرار، فقدت من كنت ارتمي مثل الطفل في حضنها الدافىء وابوح بافراحي واتراحي، فتفرح لفرحي وتواسيني في اتراحي، فيحول حنانها الفياض احزاني فرحا ومرحا واضحك ملء فمي وكان شيئا لم يكن، فقد امي: لميمه بنت عبدي ولد العباس البكرية الكنتية القرشية.
احمد الله أن آخر كلامها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وسورة الإخلاص التي ظلت تكررها بصوت نغوم حتى فقدنا الصوت منها وأكد لنا ابنها البار، اخي الدكتور الشيخ ولد دومان أنها فارقت الحياة.
لقد اشتهرت، رحمها الله، بالكرم والعفة والتقى وايثار الناس،فلا تذكر على ألسنتهم الا بخير ولا يعرفها أحد إلا ويضرب المثل بكرمها وعفتها وايثارها للآخرين.
سأتحدث عنها بالتفصيل في الكتاب الذي أعده عن مناقبها ومناقب الوالد، رحمهما الله، لكنني سأتحدث اليوم في هذا التابين المختصر بمناسبة ذكرى وفاتها عن بعض الامور التي كنت عليها شهيدا.
كانت، رحمها الله، تحتفظ دائما بكفنها بكفنها وما تحتاجه وما تحتاجه من آلات لتجهيزها عند الوفاة مثل العطر والقطن وغير ذلك. وكانت إذا اهدته لمن توفى قبلها، سارعت فورا إلى اقتنائه من مالها الخاص، حتى وافاها الأجل المحتوم واستخدمت هذه الاشياء في تجهيزها كما أرادت.
كانت لا تأكل غداء أو عشاء حتى تطمئن وتتأكد أن كل سكان المنزل( وكانوا كثرا ،الحمد لله ) والضيوف والجيران قد اكلوا جميعا.
غلبتني الدموع، لم أعد استطيع الكتابة.
رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته، إنه سميع مجيب.
أرجو منكم جميعا الدعاء لها، أطال الله أعمار امهاتكم ومتعكم بصحبتهن ورحم من اختار منهن إلى جواره، إنه ولي ذلك والقادر عليه.