عبد الفتاح ولد اعبيدن-مكة
يمكن القول بكل ثقة أن دعاء المسلم هو أمله لكل شأن ،دنيوي و أخروي،و خصوصا إن كان صائما و قاصدا الحرمين للزيارة و العمرة،و هو أمل يملأ الصدر و يجدد دورة الحياة.
فالدعاء عموما ،و بهذه المواصفات أيضا ،يزيد الأمل و الرجاء فى الله،و يأتى العيد و كأنها فرصة للتأمل و التزود بالمزيد من الإيمان و العزيمة على الطاعات و النية الحسنة تجاه كافة المسلمين.
فهذا ملخص شعوري اليوم،الأربعاء المبارك العظيم،الموافق لعيد الفطر،فاتح شوال 1445،و الموافق 10 إبريل 2024.أعاده الله علينا و عليكم،أعواما مديدة ،مع الخير و البركة و العافية و صلاح الأحوال كلها،و نصرة المجاهدين فى غزة و تحرير الأقصى الأسير.
تحاول أداء الحقوق و التزام سبيل الطاعات،و تصر إصرارا على الاستمساك بالعروة الوثقى(رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد،صل الله عليه و سلم،نبيا و رسولا)،ثم تقترب من الكعبة و تغوص عوصا فى الدعاء،فتشعر و كأن مناعتك الروحية تجددت و ازدادت.
سبحان الله،و كأن الأمل و الرجاء فى الله ،ازداد و تمدد و تعمق و ترسخ،بإذن الله و حوله و قوته.
و لعل الرجاء و الخوف يرجى منهما التوازن،فإذا زاد الخوف فتوجه للرجاء،و إذا زاد الرجاء فوازنه بالخوف.
و هذا الموضع من الفرح بفضل الله فى عيد الفطر و نهاية أعمال بر الموسم الرمضاني،لا يمنع من الإشفاق و الخوف من عدم قبول الأعمال،فنزيد بالدعاء دوما بالتضرع عند الله،بقبول العمل الصالح و الابتعاد عن العمل الطالح و آثاره،و إنما الأمور بأوقاتها و مقاديرها،و الله ولي التوفيق ،و هو اللطيف الخبير.
اللهم تقبل منا و منكم صالح الأعمال و تجاوز عن سيئها،و ألهمنا رشدنا و قنا شر أنفسنا،و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم ارحم الوالدين و جميع موتانا و موتى المسلمين ،و أغفر لجميع المسلمين،الأحياء منهم و الأموات،و أصلح أحوالنا كلها،و ارزقنا حسن الخاتمة ،بعد طول عمر فى طاعة الله مع العافية ،و أعد علينا رمضان و العيد السعيد،سنوات عديدة مديدة ،و أنصر إخواننا فى غزة ،و حرر المسجد الأقصى الأسير ،و أنعم على بلادنا بالتراحم و التسامح و العافية ،و على جميع أمتنا الإسلامية بالهناء و الرخاء و كامل التوفيق و الحفظ.