منقبو موريتانيا: الفتاوى والبطالة وراء استمرار مغامرات التنقيب خارج الحدود

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
جمعة, 2024-04-19 10:56

هسبريس / تفاعلا مع استمرار مغامرات المنقبين عن الذهب في موريتانيا على الحدود مع المغرب رغم تحذيرات الحكومة في نواكشوط المتكررة في هذا الشأن، على إثر تداول وسائل إعلام موريتانية خبر مقتل منقبين خارج حدود بلادهما، الخميس الماضي، حمّل الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين مسؤولية استمرار هذه الحوادث إلى تقصير واستهتار المنقبين، عن وعي أو بدونه، بالتحذيرات في هذا الصدد، مسجلا أن الفقر وبطالة الشباب والفتاوى الشرعية من العوامل المفسرة لاستمرار أنشطة التنقيب خارج الحدود.

في هذا الإطار، قال محمد محمود ولد الحسن، رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه “سبق أن تم تنبيه المنقبين عن الذهب ومطالبتهم أكثر من مرة باحترام الحوزة الترابية وعدم تجاوز الحدود، ذلك أن هذا الأمر ما زال مستمرا ويسبب إحراجا كبيرا للحكومة في نواكشوط ويرسم صورة سيئة عن المجتمع والثقافة في موريتانيا”.

وعن أسباب استمرار مغامرات المنقبين خارج حدود بلادهم، ذكر محمد محمود، أولا، “الفقر والبطالة التي يعاني منها كثير من الشباب في موريتانيا في ظل غياب مشاريع تنموية تحتويهم، وهو ما يدفع بهم إلى البحث عن طرق وأساليب لكسب لقمة العيش ولو بتعدي الحدود والمغامرة بحياتهم في سبيل ذلك”.

وأضاف أن السبب الثاني هو “الفتاوى الشرعية التي أصدرها بعض العلماء الموريتانيين بأن الحدود بين بلاد المسلمين غير موجودة، وأن الحدود الحالية رسمها المستعمر، هذه الفتاوى يتكل عليها المنقبون معتقدين أن الأمر لا ينطوي على أية مخالفة دينية، ولو أنه تم إصدار فتوى أخرى على استحياء لكنها لم تقض باحترام الحدود بين الدول المسلمة”.

وتحدث المصرح لهسبريس عن سبب آخر، هو أن “الحدود مفتوحة على مصراعيها، بحيث لا يوجد هناك أي جدار أو سياح أو حتى نقاط تفتيش للجيش الموريتاني، إذ هناك انسيابية في الحركية عبر الحدود، ونحن صراحة لا نحمّل هنا المسؤولية للمغرب، بل لتقصير المواطنين وكذا الدولة الموريتانية، ولو أنه كان على المغرب، على الأقل في حال قصف مواطنين موريتانيين، أن يقدم اعتذارا مؤازرةً ومواساةً لأسر الضحايا، وأن يقوم بدوره بتوجيه رسالة على غرار ما فعلت السلطات الموريتانية مفادها أن الحدود الشمالية في حالة حرب وأن الاقتراب منها مغامرة قد تفقد صاحبها روحه”.

وأشار رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين إلى وجود “جهات تحاول استغلال هذا الموضوع وقد نجحت في ذلك أو على الأقل بدأنا نسمع أصواتا في الشارع تعيب على الدولة الموريتانية أنها ضعيفة أو غير قادرة على حماية مواطنيها”، وزاد شارحا: “مادام أن هناك أيضا بعض الجهات التي تستغل هذا الموضوع لمحاولة توتير العلاقات المغربية الموريتانية، فإنه يجب علينا جميعا قطع الطريق أما هذه المحاولات في إطار من التنسيق ما بين سلطات البلدين، عن طريق بناء أسيجة ونقاط تفتيش للجيش الموريتاني، وكذا فرض عقوبات زجرية قاسية في حق كل المخالفين والمنقبين خارج الحدود”.

وختم محمد محمود بأن “هناك أيضا من يسموا ممولي رحلات الموت في ظل تقصير الدولة في موريتانيا؛ هؤلاء يجب التعامل معهم بمقاربة زجرية للحد من أنشطتهم، وبالتالي من الظاهرة ككل”، مشيرا أيضا إلى وجود نقص في التوعية والتحسيس في صفوف المنقبين، ضاربا المثل بوجود اعتقاد سائد في صفوفهم بأن الطائرات المسيرة لا تستطيع العمل في الليل.