خيّم الغموض على مستقبل محمد صلاح نجم ليفربول، ربما لأول مرة منذ انضمامه إلى الريدز في صيف 2017، بعدما عاش 7 أعوام داخل أنفيلد حالة شبه مستقرة لا يعبأ بما يثار حوله.
وبات مستقبل صلاح الذي حقق العديد من الأرقام القياسية في تاريخ ليفربول، والدوري الإنجليزي، يرتبط بقدر من الغموض في ظل العروض السعودية التي يتلقاها منذ الصيف الماضي.
الماضي والحاضر
مر صلاح بمنحنيات عديدة في علاقته بالريدز منذ انضمامه إلى صفوفه قادما من روما، لكن في كل مرة كان الخيار الأقرب بالنسبة له الاستمرار ومواصلة رحلة تحقيق الأحلام.
ولا جدال حول أن صلاح أضحى من أساطير النادي التي لن تنساها جماهير مدينة ليفربول، لكن القصة ربما تعرف الفصل الأخير عما قريب، وفق “كورة”.
وفي يوليو/تموز 2022، جدد صلاح عقده مع ليفربول، ليصبح اللاعب الأعلى أجرًا في فريقه، ويستمر عقده حتى 2025 وهي النهاية التي لا ترغب أن تراها إدارة الريدز.
الرحيل المجاني
يخيم هاجس إمكانية رحيل صلاح مجانا على إدارة الريدز، وهو ما أشارت إليه بوضوح صحف إنجليزية عدة من بينها شبكة “ليفربول إيكو”، والتي أكدت أن الإدارة ربما لا تمانع في رحيل الفرعون في الصيف، بدلاً من انتظار الرحيل المجاني.
وتبلغ القيمة السوقية الحالي لصلاح نحو 65 مليون دولار (بحسب موقع ترانسفير ماركت)، وهو بالطبع ليس أعلى ما وصل إليه النجم المصري، لكن إدارة الليفر لا تبدو عازمة على التخلي عن تلك القيمة، في حال الرحيل المجاني، علاوة على أن قيمة العروض السعودية تبدو أكثر بكثير من تلك القيمة التقديرية.
انفراط العقد
برحيل الألماني يورجن كلوب عن قيادة ليفربول، تشير التكهنات إلى إمكانية حدوث ثورة داخل ليفربول، خصوصا بعد حصد هذا الموسم لقبا وحيدا هو كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، فلا يعد صلاح الاسم الوحيد المرشح للرحيل لكنه الأبرز.
وفي صيف 2023 وبحسب التقارير الإنجليزية، وقفت رغبة كلوب في الاحتفاظ بصلاح عائقا في سبيل انتقاله إلى الاتحاد السعودي، في صفقة قدرت وقتها بـ150 مليون إسترليني.
بدوره كان يرى اتحاد جدة صلاح ضلعا أساسيا في مشروع إعداد فريق يحافظ على لقب الدوري السعودي الذي حققه العام الماضي، لكن تعثر المفاوضات دفعت إدارة “العميد” للبحث عن بدائل أخرى كان من بينها الجناح البرتغالي فيلبي جوتا الصفقة التي لم تلق ترحيبا جماهيريا كبيرا.
واكتفى الاتحاد باستقدام قائد الريال كريم بنزيما، والبرازيلي فابينيو لاعب وسط الريدز السابق، إلى جانب الفرنسي نجولو كانتي نجم وسط تشيلسي السابق، والمدافع البرازيلي فيليبي لويس.
القطعة الناقصة
ارتكز مشروع الاتحاد، بقيادة نونو سانتو، على وجود صلاح، كمحترف أجنبي يعرف الكرة العربية، ويمكنه أن يأتي بشغف المنافسة في دوري يضم زميله ومنافسه السابق ساديو ماني، وكريستيانو رونالدو، ورياض محرز وبنزيما وغيرهم.
واضطر “العميد” لمواصلة التعويل على نجمه البرازيلي رومارينهو كجناح أيمن (مركز صلاح) الذي بمرور الوقت بات يغرد وحيدا في الهجوم لكثرة إصابات بنزيما، ورحيل إيجور كورنادو.
ورغم التعثرات التي أدت إلى رحيل سانتو وقدوم المدرب جاياردو، إلا أن الرغبة الاتحادية في الحصول على خدمات صلاح ما زالت مستمرة، وهو ما تبينه التقارير الإنجليزية التي تؤكد أن العروض لازالت مستمرة.
انتقال صلاح إلى الاتحاد سيكون بمثابة طوق النجاة في بحر الانتقادات الواسعة من الجماهير التي تحمل الإدارة مسؤولية الموسم المُحبط والتحول من فريق بطل إلى شبح لفريق لا يقوى على الوصول للمربع الذهبي وودع كل البطولات.
عقل صلاح
لم يعش النجم المصري حالة من الحيرة في علاقته بالليفر مثل التي يعيشها الآن، فهو يعرف جيدا أن قدوم المدرب آرني سلوت المحتمل، ورغم تصريحاته الإيجابية عن النجم المصري، إلا أن تحقيق انتفاضة لليفر والعودة للمنافسة بقوة الموسم الجديد ليست مضمونة.
أما تحطيم الأرقام القياسية، فلم يعد هناك سوى رقم إيان راش الهداف التاريخي للنادي في جميع البطولات عبر تاريخه بـ346 هدفا، وهو أمر يحتاج لمواسم عدة حتى يكسره صلاح الذي تجاوز مؤخرا حاجز الـ200 هدف.
بخلاف ذلك لم يترك صلاح رقما مميزا إلا وتخطاه، كما حقق جميع الألقاب الممكنة.. لذلك، تبدو التجربة السعودية أكثر إغراءً، خصوصا بعدما تبين للجميع أن الأمر لم يكن مجرد “طفرة” الموسم الواحد، بل أن العديد من النجوم العالميين يتطلعون لمواصلة المغامرة.
وبين مؤيد ومعارض لرحيل صلاح، فإنه وحده هو من يتعين عليه حسم قراره، الذي ربما لن يتأخر كثيرا، خصوصا في ظل ترقب إدارة ليفربول لموقف اللاعب سواء بالبقاء ومن ثم الرحيل مجانا، أو الرحيل وانتظار أموال انتقاله لإعادة بناء الفريق.