أعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة أنه عثر على جثث ثلاثة “رهائن” كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الجيش في بيان “تم استعادة جثث الرهائن حنان يابلونكا وميشيل نيسنباوم وأوريون هيرنانديز ليلاً خلال عملية مشتركة” للجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في جباليا في شمال قطاع غزة.
هذا وتوغلت الآليات العسكرية الإسرائيلية في محيط مستشفى كمال عدوان (شمال) في بلدة بيت لاهيا تحت غطاء ناري كثيف، فيما استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون، الجمعة، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا، شمالي قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منزلا في حي الفاخورة غرب مخيم جباليا، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وأوضح الشهود، أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة الوحيد الذي مازال يعمل في مناطق شمالي القطاع.
من ناحية أخرى، تقدمت القوات الإسرائيلية في محيط مستشفى كمال عدوان تحت غطاء ناري كثيف، وفق شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية.
وذكر الشهود، أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تقدمت على بعد عشرات الأمتار من مستشفى كمال عدوان فيما لم يتمكن عدد من الأطقم الطبية والجرحى من مغادرة المستشفى بسبب إطلاق القذائف والنار الكثيف من الجيش الإسرائيلي بالمنطقة.
والثلاثاء، قامت إدارة مستشفى كمال عدوان بإخلائها من المرض والأطقم الطبية بعد تعرضها لقصف مدفعي إسرائيلي وبقيت تقدم خدمات الإسعاف الأولية فقط لجرحى الغارات الإسرائيلية على شمالي القطاع.
وبوصول القوات الإسرائيلية إلى محيط المستشفى فإنها تتوقف بذلك عن تقديم أي خدمات طبية لتبقى محافظة شمالي القطاع بدون أي مستشفيات، حيث أعلن مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر (شمال)، في بيان الخميس، عن اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي للمستشفى وإجبار الطواقم الطبية على مغادرته بعد حصار دام أربعة أيام.
والأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن محافظتي غزة وشمال القطاع خرجتا عن تقديم الخدمة الصحية بالكامل في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الصحية خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال المكتب الإعلامي في بيان وصل الأناضول نسخة منه: “توقُّف الخدمة الصحية في محافظتي غزة والشمال ينذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد 700 ألف إنسان”.
وأضاف: “يستمر الاحتلال في تدمير كل مقومات الحياة لشعبنا الفلسطيني، وعلى رأس ذلك الحق في العلاج والدواء، حيث لا يزال الاحتلال يستهدف القطاع الصحي والمستشفيات بشكل ممنهج وتخريبي”.
وأكد الإعلامي الحكومي “توقف خدمة الرعاية الأولية وتوقف خدمات الأمومة والطفولة وتطعيم الأطفال بفعل استمرار التوغل البري في شمال القطاع لليوم الثاني عشر على التوالي”.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر عمد الجيش إلى استهداف مستشفيات غزة والمنظومة الصحية، وأخرج العديد من المستشفيات عن الخدمة، ما يعرض حياة المرضى والجرحى للخطر.
وفي 11 مايو/ أيار الجاري طالب الجيش الإسرائيلي بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور “بشكل فوري”، والتوجه نحو “المأوى” في مناطق غربي مدينة غزة.
يأتي ذلك في ظل حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.