كشف أحد أطباء هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، د. شينتال باتيل، عن فوائد غير معروفة لتجميد الخبز وتأثيره الإيجابي على الصحة. أوضحت د. باتيل كيف يؤثر تجميد الرغيف وإعادة تسخينه على النشا داخله، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة الأمعاء.
تأثير تجميد الخبز على النشا
تجميد الخبز طوال الليل ثم إعادة تسخينه أو تحميصه يؤدي إلى تغيير التركيب الجزيئي للنشا. هذا التحول يجعل النشا مغذياً لبكتيريا الأمعاء، مما يساعد في بناء ميكروبيوم صحي فيها. وبذلك، يساهم تجميد الخبز في تقليل مؤشر نسبة السكر في الدم، المعروف بالمؤشر الغلايسيمي، بنسبة تصل إلى 30%.
فهم المؤشر الغلايسيمي
المؤشر الغلايسيمي هو نظام لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات بناءً على مدى تأثيرها على مستويات سكر الدم (الغلوكوز). يتراوح المقياس من 0 إلى 100، وكلما ارتفع المؤشر الغلايسيمي للطعام، كلما زاد تأثيره على رفع مستويات السكر في الدم عند تناوله.
فوائد الميكروبيوم
الميكروبيوم هو مجموعة متنوعة من البكتيريا التي تعيش في أجسامنا، وخاصة في الأمعاء. يلعب الميكروبيوم دوراً حيوياً في صحة الجهاز الهضمي، وتعزيز المناعة، والحفاظ على التوازن البيولوجي في الجسم. وبالتالي، فإن تحسين نوعية النشا في الخبز من خلال التجميد يساعد في تغذية هذه البكتيريا المفيدة، مما يعزز صحة الأمعاء بشكل عام.
توصيات لحفظ الخبز
لحفظ الخبز بشكل صحيح، يُفضل الاحتفاظ به في كيس بلاستيكي أو في وعاء محكم الإغلاق، حيث تتوافق هذه الطرق مع معايير السلامة الغذائية. التبريد يساعد في الحفاظ على جودة الخبز وتمديد صلاحيته، كما يحافظ على خصائصه دون أن يتسبب في تلفه.
عملية تبريد الخبز تمنع التغيرات الطبيعية التي تؤثر على طعمه ورطوبته وتركيبته، والمعروفة بعملية “Bread staling”. بوضع الخبز في الثلاجة في وعاء محكم أو كيس بلاستيكي مغلق جيداً، يمكن إيقاف هذه العملية والحفاظ على مميزات الخبز لفترة أطول.
تشير هذه الاكتشافات إلى أن تجميد الخبز وإعادة تسخينه لا يحسن فقط من نوعية النشا داخله ويجعلها أكثر فائدة لبكتيريا الأمعاء، ولكنه أيضاً يقلل من المؤشر الغلايسيمي، مما يساعد في الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي. هذا يجعل تجميد الخبز استراتيجية مفيدة لتحسين الصحة العامة وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.