اعتبر الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح (54 عاما)، أن وسائل إعلام غربية كثيرة سقطت في امتحان حرية التعبير والرأي خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر الثامن.
وخلفت الحرب على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
وفقد الدحدوح، مدير مكتبة شبكة “الجزيرة” القطرية بغزة، زوجته وطفليه وحفيدته جراء غارة إسرائيلية في أكتوبر الماضي، وإثر إصابته غادر إلى قطر للعلاج في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفي الشهر التالي قُتل نجله حمزة، مصور صحفي، في قصف إسرائيلي.
وقال الدحدوح، خلال مؤتمر بنقابة الصحفيين التونسيين: إن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية كانت تروج لنفسها أنها سيّدة الحريّات في الرأي والتعبير والحق في المعرفة في هذه الحرب (على غزة).
وأضاف أن هذه الوسائل “سقطت سقوطا مدويا ورسبت رسوبا كبيرا جدا في هذا الاختبار الحقيقي، بحيث أنها مارست ازدواجية المعايير في ما يتعلق بما يجري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وضد زملاءهم الصحفيين”.
وتابع: “150 من الصحفيين الفلسطينيين استشهدوا في هجمات إسرائيلية، وكثير من وسائل الإعلام الغربية لم تحرك ساكنا تماما”.
ومضى قائلا: “هذا أمر أوجعنا نحن كصحفيين فلسطينيين، وقتلنا مرة ثانية كما قلتنتا الصواريخ ورصاص القناصة الإسرائيليين”.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
رسالة إنسانية
الدحدوح أردف: “لذلك نقول إن الجهد الصحفي مستمر بغض النظر عن هذه الأثمان، وما يثبت هذا الأمر هو استمرار تدفق الصوت والصورة من قطاع غزة، رغم كل هذه الاعتداءات والجرائم”.
ومتحدثا عن عمل الصحفيين الفلسطينيين خلال الحرب، قال: “كصحفيين نعمل بشكل مهني، ونقوم بعملنا على أكمل وجه، والصحفي لم يعد موظفا، بل ناقلا لرسالة إنسانية نبيلة، وهذه الرسالة تستحق منه كل جهد وتضحية.”
واستدرك: “صحيح الأثمان كانت أكبر بكثير مما كان متوقعا وما هو مطلوب، ولكن هذا قدر الصحفي الفلسطيني، ويجب أن يكون هذا نموذجا ملهما لكل الزملاء الصحفيين، بمعنى أن هذه الرسالة الإنسانية تستحق منا كل تضحية”.
وبشأن زيارته لتونس، قال الدحدوح إنها “تأتي في إطار التواصل مع الزملاء الصحفيين في تونس، وضمن برنامج سفراء الجزيرة لإجراء بعض التدريبات للزملاء الصحفيين في تونس”.
وحظي الدحدوح باستقبال شعبي حار في مطار قرطاج الدولي بتونس العاصمة، الاثنين، واستقبله الرئيس التونسي قيس سعيد في القصر الرئاسي.
وأعلنت نقابة الصحفيين التونسيين أن الدحدوح سيشارك في اجتماعات شعبية مساندة للمقاومة الفلسطينية في العاصمة وبنزرت (شمال) وصفاقس( جنوب).
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع عزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول