كريمة مكي: إلى فيصل.. ناصر و صدّام حسين.. إلى أصدق القادة المؤمنين بحقّنا في فلسطين

جمعة, 2024-06-07 09:07

كريمة مكي
في ذكرى النكسة…
إلى فيصل، ناصر و صدّام حسين:

إلى أصدق الحكّام الرّاحلين،
إلى أجمل قادة العرب المقاومين،
أحيّيكم تحيّة إجلال تليق بمقام القادة المحترمين، المؤمنين حقّا… بحقنا في فلسطين.
عِشْتُمْ النّكسة المُرّة و حملتموها في قلوبكم ندبا عميقة و معها نكسات بلا عدّ في مواجهة عدوّ لدود انتهك أرضنا و حرمنا لذّة الصّلاة في مسرى رسول الله نبيّ الرّحمة محمّد بن عبد الله.
عشتم كراما لا تُساومون العدو الأشرس و لا تبيعون معه في القضيّة و لا تشترون.
دفعتم أرواحكم ثمنا… و انتهت حياتكم قتلا او شنقا… و حزنا و كمدا على ضياع فلسطين!
كانت فلسطين بوصلتكم فاندفعتم باتّجاهها، صادقين حالمين، متجاهلين كلّ المحاذير…
وكذلك يفعل الصّدق بأهله، و مِثْلُكُمْ ينتهي كلّ من آمن… بفلسطين.
يعِيب عليكم كارهوكم من العرب أنكم ارتكبتم، في حكمكم، أخطاء لا تُغتفر في سبيل فلسطين!!!
هم لا يعرفون أنّكم من طينة القادة المجاهدين و أنّكم كنتم، و أنتم على عرش الحكم، تُجاهدون في سبيل الحق و ما الحق البارحة كما اليوم إلاّ قضيّة فلسطين.
كنتم خير قادة صارمين لأمّة أضاعت البوصلة منذ قرون و جلست بين فكّي التّنين منذ نكبة 48.
انتم اليوم خير نبراس لهذا الجيل بعد عُمَر و صلاح الدّين.
أمّة العرب بأجمعها تعترف لكم بالجميل رغم كلّ الهزائم و الانكسارات التي عاشتها جيلا وراء جيل!
لا شك أنّ أرواحكم تشهد اليوم بشائر هذا الطوفان العظيم.
طوفان صنعه أبطال غزّة المقاومون و أيضا كل النساء فيها و الرجال و الشيوخ و الصبيان المؤمنون الصابرون.
إنّها ملحمة غزّة من أجل عزّة العرب و عودة فلسطين.
هذه الملحمة الرّهيبة التي التهمت أهل غزّة هي استكمال لمسيرة الألف ميل و لجهاد يدوم سنينا و سنين.
ملحمة غزّة العظيمة رفعت فوق كلّ الأعلام علَم فلسطين! و أيقظت ضمير العالم الذي نوّمته دعاية ذلك الشيطان الرّجيم.
لن تذهب أعمالكم سُدى، أيها القادة الكرام المحبوبون، يا من لم يغرّهم بهرج الكرسي و لا ألهاهم عن ذكر الحق و نُصرة فلسطين!
لقد قام الطوفان و هلّت البشائر من بعده، فلتناموا قريري الأعين فقد كنتم على الحق و ما الحق البارحة و اليوم و غدا إلاّ أرضنا السّليبة…إلاّ هِيَ… فلسطين.
تونس