قبل أربع سنوات من وقت كتابة هذه الكلمات، كان رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز، يتعرض لواحدة من أعنف وأشرس حملات الهجوم عليه منذ صعوده المكوكي على الساحة في بداية الألفية، ما بين فئة حملته مسؤولية تهاوي الفريق في الموسم التالي لثلاثية دوري أبطال أوروبا التاريخية في الفترة بين عامي 2016 و2018، وأخرى تسابقت في اتهامه بالبخل والتقصير في مصلحة الفريق، لعدم التوقيع مع «غالاكتيكوس» من طينة الهداف التاريخي للكيان كريستيانو رونالدو، بعد التخلي عنه ليوفنتوس مقابل 120 مليون دولار، لكن مع الوقت، بدأ أشد الأعداء قبل دراويش الميرينغي، ملاحظة مدى دهاء القرش السبعيني وعمق رؤيته للمستقبل، التي جعلته يضرب عصفورين بحجر واحد في فترة ما قبل انفجار التضخم ووصول الغلاء إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، بعد جائحة كورونا وحرب روسيا على أوكرانيا والعدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة، الأول جاء عبر تحقيق حلم الأجيال القادمة، بإعادة تطوير قلعة «سانتياغو بيرنابيو»، بما يتناسب مع عصر الحداثة والتكنولوجيا، بسلسلة من التمويلات والقروض الميسرة، التي لم تتخط حاجز الـ500 مليون بالعملة الخضراء، قبل جنون أسعار الفائدة في البنوك الأوروبية والأمريكية في آخر عامين، والثاني وهو الأهم بالنسبة لمئات الملايين من عشاق النادي في كل منزل على هذا الكوكب، نجح في صناعة جيل جديد من «الغالاكتيكوس»، وأيضا بأقل تكلفة ممكنة، لكن بمواصفات ومعايير أقل ما يُقال عنها أكثر ذكاء من الماضي، وفي رواية أخرى، أكثر رعبا للخصوم والطامحين في منافسته على الألقاب المحلية وبطولته المفضلة قاريا في ما تبقى من العقد، والسؤال الذي سنحاول الإجابة عليه في موضوعنا الأسبوعي: كيف بنى فلورينتينو بيريز جيل «الغالاكتيكوس» الثالث بأقل من نصف قيمتهم السوقية الحالية؟
فلاش باك
يتذكر مواليد الثمانينات وما قبل، تلك الصورة المثيرة للجدل التي رسمها فلورينتينو بيريز، لنفسه بعد فوزه المفاجئ على مهندس كأس دوري أبطال أوروبا السابعة الراحل لورينزو سانز في الانتخابات الرئاسية عام 2000، كرئيس بأفكار مجنونة وخارجة عن المألوف في عالم الساحرة المستديرة، تركزت على شعار «شراء الميغا ستار ولا تأسيسيه»، استنادا إلى مقولته المأثورة الخالدة «الأساطير وُلدوا لارتداء قميص ريال مدريد»، التي بدأ تطبيقها على أرض الواقع، عندما نفذ أول وعوده الانتخابية، بنقل أفضل لاعب في نفس العام البرتغالي لويس فيغو، من معسكر العدو الكتالوني برشلونة إلى «سانتياغو بيرنابيو»، في واحدة من أكثر الصفقات التي أحدثت ضجة في وسائل الإعلام العالمية وقتها، وذلك لعدة أسباب، منها صعوبة تصديق خبر انتقال نجم البارسا الأول إلى غريمه الأزلي، والثاني لضخامة المبلغ الذي دفعه اللوس بلانكوس لإطلاق سراح أيقونة منتخب البرتغال من «كامب نو»، والذي وصل لنحو 60 مليون يورو، في ما عُرفت في تلك الصيفية بأغلى صفقة في تاريخ اللعبة، قبل أن يرفع مستوى التحدي على نفسه وعلى نظرائه في أندية الصفوة في الدوريات الأوروبية الكبرى، بإحداث صدمة كروية للعام الثاني على التوالي، وهذه المرة بشراء عقد الساحر زين الدين زيدان من يوفنتوس، مقابل رسوم فلكية آنذاك، تخطت حاجز الـ75 مليون بعملة القارة العجوز، وتبعهما في كل ميركاتو صيفي، صفقة إعلامية من الوزن الثقيل، على غرار الظاهرة رونالدو دي ليما البرازيلي، والثنائي الإنكليزي اللامع في بداية الألفية الجديدة ديفيد بيكهام ومايكل أوين، أو بلغة المدريديستا، جيل «الغالاكتيكوس» الأول، الذي كان يبدو ظاهريا وكأنه فريق لا يُقهر، لكن داخل المستطيل الأخضر، عجز عن تحقيق أدنى توقعات المشجعين في الفترة بين عامي 2003 و2006، التي انتهت باستقالة بيريز من منصبه، تاركا المهمة لرامون كالديرون حتى منتصف عام 2009، الذي كان شاهدا على عودته في الولاية الثانية، وأيضا بنفس أفكاره الدعائية القديمة، بالاعتماد على أفضل نجوم العالم، على رأسهم أفضل اثنين في العالم عامي 2007 و2008 ريكاردو كاكا وكريستيانو رونالدو، وآخرون توافدوا على جيل «الغالاكتيكوس» الثاني، أبرزهم على الذاكرة كريم بن زيمة، ومسعود أوزيل، وتشابي ألونسو، ولوكا مودريتش، وغاريث بيل وتوني كروس وباقي النجوم، الذين تشكلوا على يد سلسلة من مشاهير وكبار المدربين على غرار جوزيه مورينيو والعراّب كارلو أنشيلوتي في ولايته الأولى، ورجل الثلاثية الذهبية الأوروبية زين الدين زيدان، وحققوا نجاحات غير مسبوقة منذ حقبة ألفريدو دي ستيفانو وبوشكاش في خمسينات القرن الماضي، على مدار 10 سنوات من البطولات القارية والمحلية، انتهت بظهور مؤشرات أو علامات الشيخوخة على أغلب عناصر جيل «العاشرة» مع حلول العام 2018، وانتهت معها سياسة بيريز القديمة إلى الأبد، ربما لعدم قدرة الخزينة على تحمل أسعار ونجوم فئة «الميغا ستار»، في بداية فترة تضخم وانفلات أسعار اللاعبين وأجورهم في نهاية ميركاتو 2017، وربما لأن الرئيس أدرك أن زمن الاستعراض بسلاح المال، قد ولى بلا عودة، بعد القفزات المرعبة في مداخيل أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، إلى جانب استحالة منافسة الأثرياء الجدد باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي على وجه التحديد، وفي النهاية وجد نفسه مضطرا للبحث عن أفكار وأساليب أخرى، لتجنب الذهاب إلى المجهول أو التلاعب بطموحات المشجعين، خاصة في ذروة الموج العالي عقب نهاية موسم 2018-2019، ذاك الموسم المأساوي الذي ودع فيه الفريق كل البطولات في غضون 10 أيام في بداية مارس/ آذار 2019، وما تبعه من حملات تشكيك في تعافي الميرينغي على المدى القصير أو المتوسط من الآثار السلبية لفقدان هدافه التاريخي صاروخ ماديرا.
استقطاب الجواهر
في الوقت الذي كان يتسابق فيه الخبراء والمتابعون، في توجيه كل أنواع النقد اللاذع لبيريز ومجلسه المعاون، خاصة بعد ذاك الموسم الصفري، الذي تناوب فيه 3 مدربين على قيادة الفريق، أولهم الإسباني جوليان لوبيتيغي، ثم الأرجنتيني سانتياغو سولاري، وفي الأخير عاد زيزو في ولايته الثانية مع أول ساعات ربيع نفس العام، وكان كبير الكشافين جوني كالافات، يواصل المضي قدما، في تنفيذ الخطة المتفق عليها مع المهندس الملياردير، والتي كانت وما زالت ترتكز حتى وقت كتابة هذه الكلمات على فكرة استقطاب ألمع الجواهر الخام القابلة للتحول إلى نجوم ومشاريع «ميغا ستارز» وأساطير على المدى المتوسط والبعيد، وكانت البداية بالتوقيع مع صاحب الرئات الثلاث فيدريكو فالفيردي، بعد اكتشاف موهبته النادرة مع عملاق الكرة الأوروغوانية بينارول في عام 2018، وهو نفس العام الذي جاء فيه فينيسيوس جونيور من فلامنغو البرازيلي، في صفقة قُدرت بنحو 40 لـ45 مليون يورو مع المتغيرات، ومن ثم تعاقبت الاستثمارات المستقبلية في المناجم اللاتينية، على غرار رودريغو غوس وابن جلدته إيدير ميليتاو، الذي خطفه الريال من بورتو مقابل رسوم تحويل بلغت 50 مليون بنفس العملة، ورغم أن هذا الثلاثي لم يكن مؤهلا للعب مع الفريق الأول للعملاق المدريدي، نظرا لحاجتهم لمزيد من الوقت لتحمل ضغط الجلوس على مقاعد البدلاء، فما بالك عزيزي القارئ بالحصول على فرصة اللعب وتحقيق توقعات وآمال المشجعين، المعروف عنهم أنهم لا يقبلون بأقل من تحقيق الألقاب وتقديم مستوى يتماشى مع سمعة نادي القرن الماضي، ولعلنا نتذكر البداية الكئيبة لفيني، حين كان يُنظر إليه على نطاق واسع، على أنه مجرد بديل استعراضي، وهذا باعتراف زميله السابق كريم بن زيمة، الذي التقطته العدسات في الطريق المؤدية إلى غرفة خلع الملابس، وهو يتوسل لفيرلاند ميندي بالفرنسية بألا يمرر لفينيسيوس، قائلا الجملة التي تصدرت عناوين الصحف والمواقع العالمية بعد مواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ في دور مجموعات دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021: «فينيسيوس يفعل ما يراه من نفسه فقط، يا أخى لا تمرر الكرة له، يا إلهى العب معنا»، وكما يعرف أصغر مشجع مدريدي قبل عتاولة النقد والتحليل، كان ذلك لأسباب تتعلق في المقام الأول، لعدم تأقلم الشاب العشريني مع أفكار وخطط المدرب الجزائري الأصل / الفرنسية الهوية، قبل أن تتبدل أوضاعه من النقيض إلى النقيض مع وصول الميستر كارليتو خلفا لزيزو مع بداية موسم 2021-2022، الذي تحول إلى موسم الكأس ذات الأذنين الرابعة عشر، من لاعب منبوذ يتفنن في إصابة المشجعين بكل أنواع الأمراض الكروية، لضعف جودته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، إلى وحش كاسر يهابه أعتى المدافعين قبل الشباب والوجوه الصاعدة، وتجلى ذلك في الاختلاف الجذري في مستوى التفاهم والانسجام بينه وبين القائد السابق، الذي ساهم بشكل كبير في وصول الفريق إلى المباراة النهائية، والتتويج باللقب على حساب ليفربول بفضل هدف فيني الوحيد، ومعها بدأت تتضاعف قيمته السوقية، إلى أن تخطى حاجز الـ100 مليون في الوقت الراهن، والأهم بات من الأسماء المرشحة لدخول القائمة الثلاثية المختصرة في حفل توزيع جوائز «البالون دور» هذا العام، ونفس الأمر ينطبق على رودريغو، يسير بخطى ثابتة إلى الأمام، كواحد من أهم الأوراق الرابحة التي يمتلكها أنشيلوتي، خاصة عندما يستعين به في الأوقات المعقدة في ليالي دوري الأبطال الكبرى، كما فعلها أكثر من مرة في ضحيته المفضلة مانشستر سيتي، حتى القائد المستقبلي لخط الدفاع، أبلى بلاء حسنا في المواسم الثلاثة التي خاضها مع الفريق الأول، وكانت بدايته الحقيقية، في موسم كأس الأبطال الرابعة عشر، بعدما تحول إلى شريك رئيسي في محور قلب الدفاع بجانب النمساوي ديفيد آلابا، قبل أن يتلقى تلك الضربة الموجعة في بداية الموسم المنقضي، بتعرضه لانتكاسة على مستوى الرباط الصليبي للركبة، على خضع للعملية الجراحية التي أبعدته طيلة الموسم.
القطع النادرة
بالتوازي مع تسونامي الاستثمارات اللاتينية والبرازيلية على وجه التحديد، لم يتجاهل النادي الوجوه الصاعدة بسرعة الصاروخ في سماء الكرة الأوروبية والعالمية، وكانت البداية بالانقضاض على سهم نادي رين الفرنسي إدواردو كامافينغا، في صفقة بلغت حوالي 40 مليون يورو، هذا في الوقت الذي كان يستطيع خلاله الرئيس بيريز، الحصول على توقيع لاعب أكثر خبرة بنفس المبلغ أو أكثر قليلا، لكنه انحاز للمستقبل، ومن حسن الحظ أن الأعسر الفرنسي وافق في موسمه الأول على الجلوس على مقاعد البدلاء للمخضرم كاسيميرو ومهندس الوسط الألماني توني كروس، قبل أن يتحول إلى واحد من الركائز الأساسية في خطط أنشيلوتي، سواء في مركزه المفضل في وسط الملعب، أو في مركز الظهير الأيسر، الذي ابتكره المدرب الإيطالي، للتغلب على أزمة النقص العددي الحاد في مركز المدافع الأيسر، عندما يغيب ميندي وميليتاو وناتشو دفعة واحدة، كما اتخذت الإدارة نفس النهج، بالاستغناء عن كاسيميرو نفسه، بالموافقة على بيعه لمانشستر يونايتد مقابل 70 مليون يورو، وفي المقابل وقع النادي مع اليافع الفرنسي الآخر أورلين تشواميني من موناكو، بإضافة 30 مليون يورو للعائد المادي من بيع الدولي البرازيلي للشياطين الحمر، وهو الآخر استغرق بعض الوقت من أجل الدخول في منظومة أنشيلوتي، خاصة في موسمه الأول، لكن في نهاية المطاف، تمكن المدرب من التكيف بدون مسمار الوسط في جيل العاشرة، إلى أن نجح تشواميني في التكشير عن أنيابه بالصورة أو النسخة المتوقعة منه في نهاية موسم الخامسة عشرة، وهذا البناء أو التخطيط المستقبلي السليم، جعل النادي ينتقي أكثر من أي وقت مضى في اختياراته للقطع النادرة المفقودة في مشروع العقد، وتجسد ذلك في العودة إلى المشاريع الضخمة، لكن بأرقام لا تتعارض مع الحد الأقصى للإنفاق، كما حدث في صفقة جود بيلينغهام، الذي تعاقد معه الريال قبل عشرة أشهر مقابل رسوم بلغت حوالي 103 ملايين بنفس العملة، ليعطي هذه الإضافة التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين من مشجعي الميرينغي، أن يحاكي مثله الأعلى زين الدين زيدان في موسمه الأول، كيف لا وهو اللاعب الأكثر تأثيرا قبل أو بعد الحارس أندري لونين، في حصول الفريق على لقبي الليغا ودوري أبطال أوروبا، والآن وبعد تحول هؤلاء المراهقين والشباب إلى ذئاب متوحشة وغالاكتيكوس في سجلهم لقبان لدوري أبطال أوروبا، لنا أن نتخيل أن هذه المجموعة تستعد الآن لاستقبال القطعة النادرة الأكثر أهمية في المشروع، والصفقة المنتظرة من قبل حتى رحيل الدون، كيليان مبابي، وكما كان يخطط بيريز في العام 2022، بموجب قانون بوسمان بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان، في المقابل، سيدفع النادي ما مجموعه 130 مليون يورو للاعب، في صورة مكافأة التوقيع المجاني موزعة على 5 سنوات، ولو أن البعض يتوقع أن تكون الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لأنشيلوتي، نظرا لمشقة السيطرة على ثلاثي بحجم بيلينغهام وفينييوس ومبابي، وتطويع موهبتهم وطاقتهم لمصلحة المنظومة الجماعية، بطريقة مشابهة لتجربة الثلاثي المدمر ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار جونيور في هجوم باريس سان جيرمان، من توقعات بنجاح لا مثيل له لهذا الثلاثي، إلى واقع مرير، انتهى بتفكك هذه الثلاثية بعد عامين من الإخفاق، خاصة على الصعيد القاري، بالإقصاء مرتين من الجولة الأولى لمراحل خروج المغلوب، بخلاف المخاوف الكبيرة من تأثر الدولي الإنكليزي من تواجد كيليان في مركز المهاجم رقم 9. صحيح جود لا يشغل مركز المهاجم الصريح، لكنه يبدع في الركض خلف المدافعين في عمق الملعب، وهناك تحذيرات من أنه سيجد صعوبة بالغة في التحرك بأريحية في الثلث الأخير بعد وصول الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان، ما يعني أنه في كل الأحوال، سيضطر المدرب لإعادة توظيف بيلينغهام في مركز آخر في وسط الملعب، ناهيك عن الصراع الذي سيشتعل بين فيني ومبابي في مركز الجناح الأيسر المهاجم أو المهاجم الثاني ناحية اليمين سواء في طريقة 4-3-3 أو 4-4-2، خاصة وأن المعروف عن الميغا ستار الفرنسي، أنه يفضل اللعب في نفس مركز فيني مع الريال، لدرجة أنه سبق له التحفظ على قرار مدربه السابق في «حديقة الأمراء» كريستوفر غالتييه، اعتراضا على الدفع به في مركز المهاجم الصندوق رقم (9).
الرهان الكبير
بعيدا عن التوقعات التشاؤمية، يثق عشاق النادي الملكي في قدرات المدرب الإيطالي وخبراته السابقة، في التعامل والسيطرة على غرفة خلع ملابس بهكذا أسماء من الوزن الثقيل، مثلما كان يبدع في احتواء ميلان العظيم في منتصف العقد الأول للقرن الجديد، بأساطيره ونجومه التاريخيين، على رأسهم باولو مالديني، وأليساندرو نيستا، وأندريا بيرلو، وريكاردو كاكا، وأندري شيفتشينكو وباقي أبطال أوروبا عامي 2003 و2007، وقبل عقد من الزمان، كان كلمة السر في توهج جيل العاشرة، بسيطرة على قائمة كانت تضم أسماء بحجم سيرخيو راموس، وكريستيانو رونالدو، ومواطنه البرتغالي المشاغب بيبي، والمثير للجدل غاريث بيل وآخرين يصعب ترويضهم على طول الخط، لذلك، تتجه أغلب توقعات المشجعين، نحو سيناريو نجاح المدرب في توظيف الثلاثي بيلينغهام ومبابي وفينيسوس بما يخدم مصلحة الفريق، حتى لو أبقى على نفس طريقة لعبه الموسم الماضي، بتوظيف الدولي الإنكليزي خلف الثنائي البرازيلي، الفارق هذه المرة، أنه سيقحم الدولي الفرنسي على حساب روديغو غوس في التشكيل الأساسي، أو يفاضل المدرب بين الأخير ومواطنه فينيسيوس، بحكم أن الأولوية في المرحلة القادمة ستكون للأكثر تكلفة على الخزينة بيلينغهام ومبابي، وبصرف النظر عن نجاح كارليتو من عدمه في الوصول إلى التوليفية السحرية، سيكون هناك عدد لا بأس به من ضحايا صفقة مبابي، والإشارة المعروف إعلاميا بالمعجزة البرازيلية الجديدة إندريك، المنتظر وصوله إلى مدينة «فالديبيباس»، بعدما قاد فريقه بالميراس للفوز بلقب الدوري المحلي، وهو بعمر 17 عاما. وفي كل الأحوال، سيتعين عليه الانتظار، على الأقل لحين الاستقرار على أفضل مركز له داخل مستطيل الأخضر، إما في مركز رقم (10) في الأساليب الحديثة، أو منافس محتمل لمبابي وفينيسيوس في الثلث الأخير من الملعب. أما أكبر الضحايا، فلا شك أبدا، أنه سيكون المجتهد البرازيلي رودريغو غوس، الذي سيقضي عطلته الصيفية، وهو يعلم أكثر من غيره، أن فرصه في المنافسة على مكان في التشكيل الأساسي في الموسم الجديد، تقلصت أكثر من أي وقت مضى منذ قدومه من سانتوس عام 2019، وبدرجة أقل المتوهج المغربي براهيم دياز، المهدد بانخفاض دقائق لعبه في المرحلة القادمة، وأيضا الصغير التركي أردا غولر، الملقب بميسي الأتراك، هو الآخر تعقدت مهمته في المنافسة على مكان ضمن مقاعد البدلاء في الموسم الجديد، إلا إذا كان لدى ميستر كارليتو بعض الحلول لتوزيع دقائق اللعب بشكل عادل على الأقل حظا في الحصول على فرصة في جيل «الغالاكتيكوس» الثالث، الذي صُنع على نار هادئة لمواصلة الهيمنة على إسبانيا وأوروبا فيما تبقى من العقد وبأقل تكلفة ممكنة، مقارنة بجنون أسعار اللاعبين في الميركاتو في الوقت الراهن.