رغم الانشغال بالحملة الانتخابية المتواصلة حالياً في عموم البلاد، فقد ظلت محنة غزة مضافة لما يعانيه أهاليها من بطش العدو الصهيوني، حاضرة في قلب الشأن الموريتاني، حيث خصصت خطب العيد الذي حد التأثر بالمحنة من الاحتفال به، للتنديد بإجرام المحتل والدعاء بالنصر للمقاومة.
وارتدت النساء الموريتانيات وبخاصة في قرية معطى مولانا على بعد 160 ميلاً شرقي العاصمة، ملاحف من الكوفية الفلسطينية إظهاراً للمؤازرة المطلقة، والمناصرة الحقة.
وكان عيد الأضحى مناسبة لتنفيذ برنامج إغاثة خاص بالعيد ولتقديم المزيد من التبرعات، حيث تبرعت قبيلة تجكانت الموريتانية بمبلغ 620 مليون أوقية موريتانية قديمة (حوالي 1.5 مليون دولار) للأهالي في غزة وسلمت شيكاً بهذا التبرع لممثل حركة «حماس» في موريتانيا.
وأعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني عن تنفيذه حملة إغاثة بمناسبة عيد الأضحى شملت توزيع 500 سلة خضار على 500 أسرة من الأسر النازحة في قطاع غزة.
وأكد المنتدى «أن هذه الكمية تمثل دفعة واحدة من عدة دفعات غذائية مولها المنتدى خلال الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة الجاري».
وأوضح المنتدى «أنه قام طيلة عشر ذي الحجة، بتسيير قوافل من صهاريج مياه الشرب إلى شمال غزة» مبرزاً «أن مشاريعه الإغاثية مستمرة هناك بفضل الله، ثم بفضل عطاء الخيرين من أهل موريتانيا الكريمة».
وفي سياق هذه المناصرة المتواصلة على جميع المستويات، أعلن محمد ولد الشيخ الغزواني المترشح للانتخابات الرئاسية في خطاب أمام الآلاف من أنصاره بمدينة العيون شرق البلاد أن «فرحة العيد هذا العام ستظل ناقصة بسبب ما يتعرض له إخوتنا في غزة من القتل والإجرام».
وأضاف «أنه ينتهز هذه الفرصة للتعبير عن تضامنه شخصياً، وعن تضامن الشعب الموريتاني مع الأهل في فلسطين».
وفي السياق نفسه، أكد حمادي سيدي المختار المرشح الرئاسي لحزب «تواصل» ذي المرجعية الإسلامية، في مقابلة مع صحيفة «القلم» الموريتانية الصادرة بالفرنسية، «دعم نشطاء حزبه ورموزه للمقاومة الفلسطينية الباسلة على غرار جميع القوى السياسية في موريتانيا» مشيراً إلى أن حزبه «يعبئ جميع وسائله لدعم هذه المقاومة حتى النصر وإلى أن تتحقق هزيمة المحتل».
وقال «إن المقاومة في فلسطين مقاومة منتصرة بفضل بطولتها وشجاعتها وثبات حاضنتها الشعبية التي تتجاوز عزيمتها الخيال، التي تقدم يومياً صوراً مذهلة ومعجزات من البطولة، ونحن ندعو الله أن يمنحها النصر والتحرير».
«أما عن حالة التضامن في العالمين العربي والإسلامي، يضيف ولد سيدي المختار، فإنها تخضع للوضع السياسي ولتحفظ النخب الحاكمة من الالتزام الصريح بدعم القضية الفلسطينية، كما تعود للتأثير السلبي الذي يتعرض له الحكام نتيجة النفوذ الذي يتمتع به الكيان الصهيوني في العواصم الغربية».
وأضاف: «كما يعبر هذا التراخي عن المشكلات الموجودة في معظم هذه الدول، على مستوى الاستقرار أحياناً وعلى مستوى التطور السياسي في الغالب».
وقال: «هذه فرصة لتحية إجماع الموريتانيين بجميع أطيافهم وأعراقهم على دعم حقوق وقضية ومقاومة الفلسطينيين، في توافق لم يتزعزع قط، طوال التاريخ الموريتاني باستثناء سنوات التطبيع المؤسفة التي كانت ضد إرادة الشعب الموريتاني ونخبه».
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»: