موريتانيا تحتفي بالذكرى الستين لعلاقاتها مع روسيا في ظل صراع صامت في منطقة الساحل بين موسكو والغرب

سبت, 2024-07-13 10:08

بينما يستعر صراع النفوذ بين روسيا التي ظفرت بشراكات مع ثلاث من دول الساحل أدارت ظهرها للدول الغربية وبخاصة فرنسا، احتفت موريتانيا أمس الجمعة، بالذكرى الستين لإقامة علاقاتها مع روسيا في خطوة لم تعرفها التقاليد الديبلوماسية الموريتانية من قبل.
واعتبر أحد المهتمين بهذا الملف، احتفاء موريتانيا الكبير بروابطها مع روسيا في مقر أكاديميتها الديبلوماسية، وبحضور سياسي ورسمي ملفت، “احتفاء يحمل رسالة موجهة لأطراف الصراع الدولي المحتدم بمنطقة الساحل، مفادها “أن موريتانيا، في ظل مأمورية الرئيس الغزواني التي نالها عبر انتخابات نظيفة، حرة في تحالفاتها الخارجية وفقا لمصالحها، وأنها ترفض أن تكون شراكتها مع طرف مانعة من شراكات مع الأطراف الأخرى”.
وتحدثت السفيرة العالية بنت منكوس الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الموريتانية بإسهاب خلال حفلة الاحتفاء، عن العلاقات الموريتانية الروسية، مؤكدة “أنها شهدت تطورا ملحوظا أثمر العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة بينها التعليم والتجارة والصيد والنقل وغيرها”. وأضافت الأمينة العامة “أن روسيا الاتحادية كانت ضمن الزيارات الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بعد تسلمه مقاليد السلطة سنة 2019”.
ودعت بنت منكوس “إلى تعزيز العلاقات بين موريتانيا وروسيا عبر القيام بمشاورات دورية، وعبر تعزيز التعاون الاقتصادي ليشمل مجالات التجارة والطاقة، مع توطيد التعاون العلمي والفني والمهني”.
وأسهب السفير الروسي المعتمد في موريتانيا بوريس زيلكو في الإشادة بعلاقات روسيا وموريتانيا، مبرزا “أنها تطورت في الفترات الأخيرة بشكل كبير، وهو ما تؤكده، حسب قوله، مشاركة المسؤولين الموريتانيين في العديد من المؤتمرات الدولية التي احتضنتها روسيا مؤخرا بدءا بمشاركة الرئيس محمد ولد الغزواني في القمة الروسية الإفريقية”.
ووصف الدبلوماسي الروسي العلاقات الموريتانية الروسية بأنها علاقات عريقة، مستعرضا نماذج من ثمار هذا التعاون كمستشفى نواذيبو ومشروع تحلية مياه البحر”.
وتعهد السفير الروسي “بأن تعمل بلاده على تنمية علاقاتها مع موريتانيا لتشمل مجالات أخرى متعددة، إلى جانب المجالات الاقتصادية والتنموية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد زار العاصمة نواكشوط والتقى بالرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني حيث ناقشا السبل الكفيلة بتعزيز التعاون المشترك.
وأكدت روسيا من خلال جولة لافروف في دول الساحل مستهل العام الماضي وعلى لسان لافروف نفسه “توجهها الجاد نحو دعم دول الساحل والدول المطلة على خليج غينيا في التصدي للجماعات الإسلامية المسلحة، مع وقوفها إلى جانب إفريقيا التي تواجه، ما سماه لافروف، النهج الاستعماري الجديد للغرب”.

عبد الله مولود

نواكشوط – «القدس العربي»