بعد انتهاء كل بطولة دولية صيفية، تحاول الأندية تقليل خسائرها الفنية، في ظل تعرض لاعبيها للإرهاق بسبب برنامج المباريات المزدحم.
المشاركة في بطولات مثل كأس العالم وبطولة أوروبا في الصيف، يؤدي عادة إلى تأخر اللاعبين الدوليين الذين يشاركون مع منتخبات بلادهم في الأدوار النهائية من هذه البطولات، عن الالتحاق بأنديتهم، بهدف الحصول على إجازة مستحقة بعد موسم طويل ومرهق يحتاج لنقاهة ليس على الصعيد البدني فحسب، بل على الصعيد الذهني أيضا.
ولم يختلف الحال كثيرا في بطولة "يورو 2024 التي تختتم مساء الأحد في ألمانيا عبر المباراة النهائية بين المنتخبين الإسباني والإنجليزي، حيث يكافح اللاعبون لمقاومة التعب الذي نال منهم نتيجة خوض مجموعة كبيرة من المباريات الرسمية منذ أغسطس/آب الماضي.
اعتراف صريح
قدم العديد من اللاعبين في بطولة "يورو 2024"، أدلة صريحة على تأثرهم بازدحام المشاركات على صعيد الأندية والمنتخبات، وتحدث نجم المنتخب الإسباني رودري بصراحة حول امتعاضه وزملائه من كثرة المباريات التي يخوضونها على مدار الموسم، في وقت أيد فيه مدرب "لا روخا" لويس دي لا فوينتي، فكرة إلغاء الشوطين الإضافيين في الأدوار الإقصائية، واللجوء فورا إلى ركلات الترجيح في حال انتهاء الزمن الأصلي بالتعادل.
من جهته، أكد نجم المنتخب الإنجليزي جود بيلينجهام، أن هدف الفوز الذي أحرزه زميله أولي واتكينز في شباك هولندا (2-1) في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني بلقاء البلدين في نصف النهائي، كان بمثابة حبل الإنقاذ، لأنه لم يكن متأكدا من قدرته بدنيا، على خوض 30 دقيقة أخرى.
وتعرض الكثير من اللاعبين للإصابة خلال البطولة الأوروبية، عدد منها متعلق بالحمل التدريبي الكبير، وهناك مجموعة من اللاعبين الذين ظهروا بلياقة بدنية منخفضة في المباريات، مثل الإنجليزي هاري كين والفرنسي أنطوان جريزمان.
خطر داهم
مخرجات "يورو 2024"، تعد بمثابة جرس إنذار قبل منافسات الموسم 2024-2025، حيث سيشهد صيف العام المقبل، انطلاق النسخة المحدثة من بطولة كأس العالم للأندية، بمشاركة 32 فريقا من مختلف قارات العالم.
وفي ظل مشاركة عدد كبير من الأندية المرموقة مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وتشيلسي وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، سيرتفع حجم الإرهاق الذي سيتعرض له اللاعبون إلى مستويات قاسية، وهو الأمر الذي أشارت إليه العديد من الهيئات المدافعة عن سلامة اللاعبين، وعلى رأسها رابطة اللاعبين المحترفين (فيفبرو).
ويعتقد النقاد، أن إقامة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، خلال العام الذي يسبق منافسات كأس العالم 2026، سيعد بمثابة خطوة انتحارية سيدفع ثمنها اللاعبون الذين لطالما طالبوا بخفض عدد المباريات في الموسم الواحد، للحفاظ على سلامتهم البدنية، ولإبقائهم بعيدين عن الإصابات التي تهدد مسيراتهم.
مع نهاية بطولة أوروبا الحالية، ستضطر العديد من الأندية لبدء معسكراتها التحضيرية للموسم الجديد، دون أفضل لاعبيها، وهناك أندية ستفتقد نجومها بسبب الإصابات، ولذلك فإن حل مشكلة تراكم المباريات باتت بحاجة لحل صريح من الفيفا برئاسة جياني إنفانتينو، بعيدا عن أي اعتبارات اقتصادية.