ايبولا يفضل الفتك بالأفارقة والانحسار خارج القارة

خميس, 2014-10-23 12:44

يواصل ايبولا انتشاره في سيراليون وليبيريا وغينيا، الدول الثلاث الاكثر تضررا بالوباء، على الرغم من مؤشرات مشجعة من خارج افريقيا من اختبارات على لقاحات ضد المرض وشفاء اميركي واسبانية.

وسجل الجزء الاكبر من الاصابات بالفيروس المسبب للحمى النزفية في هذه البلدان الثلاثة. وحتى اليوم توفي اكثر من 4 و500 شخص من اصل 9 و200 حالة مسجلة بهذا المرض في العالم، حسب آخر حصيلة للمنظمة الصحة العالمية.

وإضافة الى الوباء الذي يودي بحياة سبعين بالمئة من الذين يصابون به، قتل شخصان في مدينة كويدو المنجمية في شرق سيراليون خلال اعمال عنف ناجمة عن رفض مجموعة من الشبان فحص سيدة مسنة اشتبه بإصابتها بالفيروس، وتوفيت لاحقا بسبب ارتفاع الضغط، كما ذكرت مصادر طبية وأمنية.

وقال شهود ان الصدامات اندلعت عندما رفضت مجموعة من الشبان ان تؤخذ عينة من الدم من امرأة تبلغ التسعين من عمرها.

من جهة اخرى، اعلن الاتحاد الافريقي الاربعاء ان رئيسة مفوضيته نكوسازانا دلاميني زوما ستقوم بجولة في غينيا وسيراليون وليبيريا لتقييم الوضع على الارض.

وستقوم رئيسة المفوضية بجولتها هذه التي لم يحدد موعدها بدقة وستلتقي خلالها رؤساء الدول، برفقة السكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا كارلوس لوبيس ورئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا.

وكانت دلاميني زوما دعت افريقيا الى مزيد من المهنية في قطاع الصحة في غرب افريقيا لمكافحة اسوأ وباء تشهده المنطقة منذ اكتشاف الفيروس في 1976.

وفي الوقت نفسه، شفي مصور صحافي يعمل لقناة ان بي سي اصيب بايبولا في ليبيريا، وكذلك اسبانية كانت اول اصابة تسجل خارج افريقيا.

ففي مدريد، اكدت الفحوص النهائية شفاء تيريزا روميرو الثلاثاء، بينما اعلن المركز الطبي في نبراسكا (وسط الولايات المتحدة) ان مصور شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية الذي اصيب بفيروس ايبولا في ليبيريا حيث كان يغطي تفشي هذا الوباء، شفي من المرض وسيخرج من المستشفى الاربعاء.

وأضاف انه "خضع لفحص دم اتت نتيجته سلبية، وقد اكدت هذه النتيجة المراكز الفدرالية لمراقبة الامراض والوقاية منها، مما اثبت ان اشوكا موكبو (33 عاما) اصبح خاليا من اي اثر للفيروس في دمه وبالتالي هو حر في العودة الى منزله" في رود آيلاند (شمال شرق).

وحتى الان بلغ عدد المصابين بايبولا في الولايات المتحدة ثمانية اشخاص، بينهم واحد توفي في 8 تشرين الاول/اكتوبر هو الليبيري توماس اريك دانكان، اما البقية فهم اما ما زالوا يعالجون او شفيوا من المرض.

ويثير فيروس ايبولا قلقا متزايدا لدى الاميركيين بعد وفاة الزائر الليبيري دانكان وإصابة ممرضتين في الولايات المتحدة، لكن معظمهم يثقون بالسلطات الفدرالية والنظام الصحي، وفق استطلاع نشر الثلاثاء وشمل نحو الفي شخص.

وعبر 58 بالمئة من المستطلعين عن "قليل من القلق، او عدم القلق اطلاقا" من مخاطر انتشار فيروس ايبولا، مقابل 67 بالمئة في بداية تشرين الاول/اكتوبر.

وأفاد مركز ابحاث بيو ان 54 بالمئة من الاشخاص قالوا انهم يثقون بقدرة الحكومة على منع انتشار الفيروس على مستوى وبائي، في حين كانت نسبتهم 57 بالمئة في مطلع الشهر.

ويؤيد القسم الاعظم من الناس (77 بالمئة) جهود البلاد في محاربة الوباء في غرب افريقيا من خلال ارسال عسكريين لبناء مستشفيات ميدانية وإيصال أغذية ولوازم طبية.

وقال قرابة نصف الاميركيين (49 بالمئة) انه يتابعون اخبار ايبولا، وهي نسبة تفوق بكثير اولئك الذين يتابعون ضربات التحالف الدولي في الحرب على تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا وتبلغ نسبتهم 29 بالمئة، وأولئك الذين يتابعون الانتخابات التشريعية لنصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر ونسبتهم 16 بالمئة.

وعلى الرغم من ذلك، فرضت رواندا على المسافرين القادمين من اسبانيا والولايات المتحدة تقديم استمارة طبية يومية للسلطات في البلاد لمدة 21 يوما بعد وصولهم لتجنب انتشار المرض.

وقالت وزيرة الصحة الرواندية اغنيس بيناغواهو "كل يوم في ساعات العمل عليهم الاتصال بنا او ارسال رسالة عبر الانترنت" لإبلاغنا بوضعهم الصحي"، موضحة ان الامر يتعلق بتأشير استمارة وإرسالها.

من جهة اخرى، قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، انها ستحقق في الشكاوى التي اعتبرت ان استجابتها كانت بطيئة في مواجهة حجم انتشار وباء ايبولا، إلا انها اكدت ان التركيز الان ينصب على مكافحة الوباء.

وصرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة شايب للصحافيين في جنيف "ندرك ان علينا توضيح العديد من الامور مستقبلا"، وأضافت "نحن نؤمن بأهمية الشفافية والمساءلة. وستركز المنظمة على ذلك في المستقبل، ولكن التركيز الان هو على مواجهة" المرض.

وأثيرت التساؤلات حول سبب تأخر المنظمة حتى اب/اغسطس للإعلان عن ان المرض يشكل حالة طوارئ، اي بعد ثمانية اشهر من بدء انتشاره في غينيا.

وفي الاطار نفسه، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان تطويق انتشار المرض يحتاج اربعة اشهر حتى اذا اتخذت كل الاجراءات اللازمة. وتحدثت عن سلسلة اجراءات يمكن ان تسمح بتراجع الوباء من "فرض عزل صحي سليم والاهتمام بشكل صحيح بالمصابين وتنظيم جنازات ملائمة للموتى".

وأخيرا اعلنت المجموعة الصيدلانية الاميركية جونسون اند جونسون انها خصصت مئتي مليون دولار لتسريع انتاج لقاح ضد الحمى النزفية.

وقالت المجموعة في بيان انها تنوي انتاج اكثر من مليون جرعة من اللقاح في 2015 بينها 250 الفا اختبارية لايار/مايو المقبل.