تعتبر القهوة عنصرًا أساسيًا في روتين الصباح للكثيرين، حيث توفر لهم دفعة من الطاقة والتركيز. لكن بعض الأشخاص قد يشعرون بالتوتر والقلق أو يواجهون صعوبة في النوم نتيجة تناول الكافيين، الذي يتواجد في القهوة بمعدل يتراوح بين 80 و100 ملليغرام في كل فنجان، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».
لتجنب هذه التأثيرات غير المرغوب فيها، يلجأ البعض إلى القهوة منزوعة الكافيين كبديل. ورغم أنها تبدو خيارًا لذيذًا، فقد أبدت بعض منظمات الدفاع عن الصحة مخاوف بشأن المواد الكيميائية المستخدمة في عملية نزع الكافيين، والتي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
كيف يتم نزع الكافيين من القهوة؟
توجد عدة طرق لإزالة الكافيين من حبوب القهوة، لكن الطريقتين الأكثر شيوعًا هما استخدام كلوريد الميثيلين أو أسيتات الإيثيل.
الطريقة الكيميائية:
تبدأ العملية بتبخير حبوب القهوة الخضراء غير المحمصة، مما يجعلها تنتفخ وتفتح مسامها.
تُغمر الحبوب في كلوريد الميثيلين أو أسيتات الإيثيل لإزالة الكافيين.
بعد ذلك، تُعرَض الحبوب للبخار مرة أخرى وتُغسل لإزالة المواد الكيميائية المتبقية.
يتم تحميص الحبوب، ورغم أن المذاق النهائي قد يختلف قليلاً عن القهوة العادية، إلا أن التغيير يكون بسيطًا للغاية إذا تم تحضيرها بشكل جيد.
هل المواد الكيميائية المستخدمة في نزع الكافيين خطيرة؟
بشكل عام، لا تشكل المواد الكيميائية المستخدمة في نزع الكافيين خطرًا كبيرًا على الصحة عند تناول القهوة منزوعة الكافيين. يقول الخبراء إنه من غير المحتمل أن تشكل الكميات التي تتعرض لها من القهوة منزوعة الكافيين تهديدًا صحيًا.
كلوريد الميثيلين: يشير الخبراء إلى أن التعرض لكميات عالية من هذه المادة الكيميائية، مثل العمال الذين يستخدمونها لتجريد الطلاء أو إزالة الشحوم، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد والرئة وتلف الجهاز العصبي المركزي. ومع ذلك، فإن الكميات المتبقية في القهوة منزوعة الكافيين تعتبر ضئيلة جدًا ولا تشكل تهديدًا صحيًا.
أسيتات الإيثيل: توجد هذه المادة بشكل طبيعي في بعض الفواكه، مثل الكيوي والجوافة، وتستخدم أيضًا في منتجات مثل طلاء الأظافر وحبر الطباعة. لا توجد دلائل على أنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. لكن التعرض لأسيتات الإيثيل من خلال الاستنشاق أو البلع أو ملامسة الجلد قد يسبب تهيجًا للعينين أو الجلد أو الحلق، حسب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
أثناء عملية التحميص، تتبخر المواد الكيميائية تقريبًا بالكامل، مما يجعل القهوة منزوعة الكافيين خيارًا آمنًا للأغلب.
إذا كنتِ تحبين طعم القهوة ولكنك تفضلين تجنب الكافيين، فإن القهوة منزوعة الكافيين قد تكون خيارًا جيدًا. على الرغم من بعض المخاوف الصحية المتعلقة بالمواد الكيميائية المستخدمة في نزع الكافيين، فإن الكميات المتبقية في القهوة بعد عملية التحميص لا تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة.