يُعتبر اللسان أداة متعددة الوظائف تتجاوز مجرد تذوق الطعام والمساعدة في البلع، بل إنه يُعد مؤشراً مهماً على الحالة الصحية العامة. يعكس لون ومظهر اللسان مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، مما يجعله مرآة تكشف عن أمور قد تكون غير واضحة من خلال الأعراض الأخرى. فيما يلي نظرة على الألوان والمظاهر المختلفة للسان وما قد تعنيه لصحتك، وفقًا لتقارير طبية.
لسان الفراولة
يتحول اللسان إلى اللون الأحمر اللامع في حالة تعرف بـ”لسان الفراولة”، وهو مظهر قد يشير إلى عدة حالات صحية. من بين الأسباب المحتملة للسان الفراولة، الحمى القرمزية التي تسببها بكتيريا العقدية القيحية. تعتبر الحمى القرمزية مرضاً شديد العدوى، ولكنها تستجيب عادةً للمضادات الحيوية إذا تم علاجها مبكرًا. بدون علاج، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية. يمكن أيضًا رؤية لسان الفراولة في حالة مرض كاواساكي، وهو اضطراب التهابي خطير غالباً ما يُلاحظ عند الأطفال ويستلزم العلاج السريع في المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يظهر هذا اللسان في متلازمة الصدمة السامة، وهي حالة طبية طارئة نادرة تهدد الحياة وتستدعي الرعاية الفورية.
اللسان الأبيض
يكتسب اللسان لونًا أبيض بسبب حالات مثل مرض القلاع، حيث يتراكم نمو زائد للنتوءات المبطنة للسان، مما يؤدي إلى ظهور طبقة بيضاء على سطحه. وفقًا لموقع “مايو كلينك”، يحدث هذا بسبب تراكم المخلفات والجراثيم والخلايا الميتة بين الحليمات المتضخمة على اللسان. في كثير من الأحيان، يمكن إدارة هذه الحالة من خلال تحسين نظافة الفم واستخدام العلاجات المناسبة.
اللسان الأسود المشعر
تحول اللسان إلى اللون الأسود ويظهر بمظهر مشعر قد يبدو مقلقاً، لكنه عادةً ما يكون غير ضار وعابر. كما يشير موقع “مايو كلينك”، فإن اللسان الأسود المشعر لا يتطلب علاجًا طبيًا في الغالب، ويُعتبر حالة مؤقتة يمكن التعامل معها من خلال تنظيف الفم بشكل منتظم وتجنب مسببات تهيج الفم مثل التبغ وغسولات الفم القاسية.
اللسان الجغرافي
يتميز اللسان الجغرافي بظهور بقع على سطحه تجعل اللسان يبدو كما لو كان خريطة جغرافية. وعلى الرغم من أن هذه الحالة يمكن أن تكون مقلقة نظرًا لمظهرها، إلا أنها عادةً ما تكون غير ضارة ولا ترتبط بعدوى أو سرطان. قد يسبب اللسان الجغرافي بعض الألم أو الحساسية تجاه أطعمة معينة مثل التوابل والملح والحلويات، ويمكن أن يشير إلى حالات أخرى مثل الصدفية والأمراض التحسسية والربو والسكري.
رغم أن المظاهر المختلفة للسان يمكن أن تعطي إشارات مهمة حول حالتك الصحية، من المهم أن تتذكر أن هذه المؤشرات لا تشكل تشخيصاً نهائيًا. إذا لاحظت أي تغييرات ملحوظة في لسانك تستمر لفترة طويلة أو تزداد سوءاً، من الأفضل استشارة طبيب مختص للتأكد من عدم وجود حالات صحية أساسية تحتاج إلى معالجة. اللسان هو أداة قيمة للكشف عن صحتك العامة، ويجب أن تأخذ إشاراته بجدية وتستجيب بشكل مناسب.