الأستاذ محمد يحظيه ولد أبريد الليل لا يكتب ترفا ولا تكلفا وعندما يعبر عن فكرة ما فعلينا التوقف عندها فالرجل كاتب فذ وصاحب فكر وبصيرة سياسية مهما اختلف معه البعض، إن حديث التيار الذى يقوده ولد أبريدالليل وينظر له عن العلاقة ب"داعش" حديث يستحق التأمل.
لقد ألقى التيار بحجر فى الماء عندما اعتبر أن مناصرة التحالف الدولي ضد "داعش" هو عمل أخرق إذا قام به العرب لأنهم المستهدفون أولا وأخيرا بكل مايجرى فى المنطقة.
يعرف الاستاذ ابريدالليل "داعش " جيدا ولايتقاسم معها الفكر ولا القناعة ولا ترضيه تصرفاتها لكن الأمور سيئة جدا فى العالم بعد فوضى "الربيع" التى دمرت العرب ومزقتهم واستباحتهم دولا وأوطانا وشعوبا وكيانات وثروات ومصالح ومستقبلا.
إن اليأس من الوضع الحالي الذى بدأ بإزاحة كل القيادات والجيوش والكيانات المعجونة بتضحيات القوميين وكفاحهم ونضالاتهم يدفع الخائفين على العرب أمة وشعوبا وكيانات ومصالح للتحالف حتى مع الشيطان لإنقاذ مايمكن إنقاذه من أمة أغرقها اعداؤها وبعض أبنائها فى الدم والخراب. إن "داعش" ليست فى جوهرها إلا ردة فعل على كل مايشهده العالم العربي والإسلامي من ظلم وقهر.
ولا غرابة أن تحتضن والحالة هذه كوادر الجيش العراقي البعثي السابق الذين وجدوا فيها بغض النظر عن فكرها وممارساتها فرصة لاتعوض للنيل من الامريكيين وحلفائهم فى المنطقة ومن الأنظمة المتعفنة فى العراق وسوريا وعملا بقاعدة "عدو عدوك صديقك"
لقد تحالف القوميون المصدومون والمنهكون والمشتتون بسبب "الربيع" الدموي الذى استهدفهم دون غيرهم فى الوطن العربي مع العسكر الذين جاءوا بعدالربيع كما فى مصر وليبيا ولاغرابة أن يدفعهم اليأس والإحباط حتى للتحالف مع "داعش" بحثا عن منقذ من أي نوع
وكما أقول دائما فليس لدى الغريق فرصة للتدقيق فى هويات الاسماك والحيتان التى تصادفه وهو يهوى غرقا فقد يتشبث بأنياب حوت مفترس طلبا للنجاة إذ ليس أمامه وقت للبحث عن "دلفين" مسالم يعبر به إلى شاطئ الأمان
أظن أن تلك هي النقطة التى أراد استاذنا ولد ابريد الليل وتياره التعبير عنها بصدق وجرأة ومباشرة دون الركون للمجاملة أوتعمية العبارات والأفكار