موخرًا كشف المرصدُ السوريُّ لحقوق الإنسان عن أن داعش استولى على ثلاثِ طائراتٍ حربيةٍ سوريةٍ وأن شهودًا رأَوا طائرةً واحدةً في أقلِّ تقدير تحلقُ فوقَ شرقِ مدينةِ حلب بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري .
موفدتُنا جنان موسى لديها معلوماتٌ جديدةٌ في شأن هذه القضية المقلقة والخطيرة.
أولا سأعرض عليكم هذا الفيديو الذي تظهر فيه الطائراتُ، الموجودةُ في مطار الجراح العسكري، والخاضعةُ لسيطرة داعش اليوم. المقلقُ أكثرُ طبعًا هو قدرتُهم على الطيران والتحليقِ بهذه الطائرات.
الفيديو صورته مجموعةُ أحرارِ الشام في الثاني عَشَرَ من فبراير السنةَ الماضية عندما هاجمت وسيطرتْ على مطار الجراح العسكري الذي كان حينذاك تحت سيطرة قوات النظام.
يظهرُ في شريط الفيديو كما هو واضحٌ ما لا يقلُ عن اثنتين وعشرين طائرةً. معظمُ الطائراتِ معطلةٌ ، ولكنَّ بعضَها كان صالحًا للطيران .
مصادرُنا تقول : عندما استولت أحرار الشام على المطار السنة الماضيةَ ، تمكن طيارٌ من المجموعة من التحليق بطائرة. شهودٌ قالوا لي إنهم شاهدوا طائرةً واحدةً كانت تسيرُ على المَدْرَجِ بينما طارتْ طائرةٌ أخرى من المطار ، وحلقتْ ستَ دقائقَ ، لتهبطَ بعد ذلك بسلامٍ في المطار .
في بداية سنة ألفين وأربعَ عشْرةَ ، هجمت داعش على المطار. طردتْ أحرارَ الشام منه واستولت عليه وعلى الطائرات فيه . معظمُ الطائراتِ تدريبيةٌ من نوع L 39 الباتروس وهي مصنوعةٌ في جمهورية تشيكوسلافاكيا سابقًا.
فإذن تسيطرُ داعش اليومَ على مطار الجراح العسكري الواقعِ شرقَ حلب. ويمتلكُ التنظيمُ ثلاثَ طائراتٍ في حالة جيدة. السؤالُ المهمُ: هل لديهم طيارونَ لقيادة الطائرات؟ الإجابة: نعم
مصادرُنا تقول إن داعش لديها طيارٌ واحدٌ في أقلِّ تقدير . الطيارُ هو عقيدٌ سوريُّ الجنسية خدَم من قبلُ في الجيش السوري النظامي قبل الانشقاقِ والانضمامِ أولا إلى الجيش الحر السوري ، وبعد ذلك إلى داعش. كان يخدمُ تحديدا في مطار الطبقة العسكري وَفقَ المصادرِ ويتمتعُ بخبرة تفوقُ عشرينَ سنةً . مصادرُنا تعرفُ اسمَه الكامل وتقول إنه يسكنُ حاليا في الطبقة. بالفعل تمكن موخرا هذا الطيارً من التحليق في طائرة من طراز L تسعةٍ وثلاثين. مصادرُنا شاهدتْ طائرةً تهبِطُ في مطار الجراح الذي يضمُ معسكرًا تدريبيًا يشرفُ عليه أميرانِ من داعش، أحدُهما سوريٌ ، والآخرُ سعودي .
مصادرُ أخرى أبدت خشيتَها من احتمال وجودِ طائراتٍ بيد داعش ورجَّحت ألا تستعملَ لتنفيذ عملية اعتياديةٍ ، إنما عمليةٍ انتحاريةٍ ضخمة تهُزُّ المنطقة .