تتواصل في موريتانيا الهبة الرسمية والشعبية الداعمة للأهالي في غزة، والمُسانِدة لمقاومة الشعب الفلسطيني للحرب الصهيونية الأمريكية الساعية لإبادة وتشريد أهل الأرض الشرعيين لصالح المشروع الصهيوني، ولانتزاع سكان الأقصى والمسرى من أرضهم التي بارك الله فيها.
فعلى مستوى التبرعات، استلم الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني مجموعة جديدة من التبرعات في مقدمها تبرعات قبيلة تندغه للشعب الفلسطيني التي بلغت 77 مليوناً و500 ألف أوقية موريتانية قديمة (193000 دولار).
وأعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني، الإثنين، عن توزيع سلات خضار على 400 أسرة نازحة في غزة، كما أعلن عن مواصلة عمليات توزيع مياه الشرب في عجة أحياء ومواقع بقطاع غزة.
وأكد المنتدى في بيان له “أنه قام ضمن مواصلة جهوده الإغاثية، وعمله الإنساني، بتوزيع كميات جديدة من مياه الشرب في مخيمات خان يونس للنازحين”.
“وتأتي هذه السقاية، يضيف المنتدى، ضمن حملة لتسيير قوافل المياه الصالحة للشرب إلى مختلف أرجاء القطاع، إلى جانب الأعمال الإغاثية المتواصلة في المجالات الغذائية، والصحية، والسكنية، والدعوية، والتعليمية”.
وأكد المنتدى “أنه يواصل بناء المصليات في مختلف مراكز الإيواء والنزوح في قطاع غزة والتي أصبحت بدون مصليات بسبب التدمير الممنهج لمساجد القطاع من قبل العدو”.
وأوضح “أنه قام بالتعاون مع وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة، ووقف القدس، وهيئة علماء فلسطين، ببناء عدد جديد من المصليات في مناطق متعددة من القطاع”.
وأوضح “أن هذه المصليات تعتبر مراكز لصلوات الجماعة، وحلق الذكر، وتحفيظ القرآن الكريم، ونشر العلم”.
“والمنتدى الإسلامي الموريتاني، يضيف البيان، إذ يواصل حملاته المختلفة لنصرة أهلنا في غزة ببناء المصليات، وتوزيع المواد الغذائية، والسقايات المائية، والأدوية، ورعاية حِلق التحفيظ وغيرها، ليشكر للمتبرعين الموريتانيين جميعاً عطاءهم وبذلهم، ويذكرهم بالحاجات المتزايدة والمستمرة لأهلنا هناك، في ظل استمرار العدوان لشهره الحادي عشر”.
وكان للقضية الفلسطينية، ولأوضاع غزة حضورها الأمامي في الدورة البرلمانية الطارئة المستمرة حالياً، حيث أعلن رئىس الوزراء الموريتاني المختار ولد أجاي في برنامج سياسة الحكومة الذي أقره البرلمان “أن الحكومة الموريتانية ستستمر في اعتماد سياسة خارجية نشطة قائمة على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعلاقات الأخوة والصداقة والتعاون البناء، وتغليب الحوار والتفاوض والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية ودعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً”.
وشدد رئىس الوزراء الموريتاني “على أن برنامج الرئيس الغزواني الذي انتخبه الشعب الموريتاني على أساسه ينص على الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة”، مبرزاً “أن الحكومة الموريتانية ماضية بقوة وبكافة الوسائل، في الدفاع عن الحق الفلسطيني خلال المأمورية الثانية للرئيس الغزواني الممتدة على السنوات الخمس المقبلة”.
وطالب عدد كبير من النواب الموريتانيين خلال الدورة البرلمانية الطارئة بتخصيص بند ثابت في الميزانية السنوية الموريتانية لدعم المقاومة الفلسطينية.
وضمن هذا التوجه، أعلن سفير موريتانيا لدى جامعة الدول العربية الحسين سيدي عبد الله ولد الديه “أنه لا بديل عن منح الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، والاعتراف بدولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وجاء حديث سفير موريتانيا خلال افتتاح اجتماعات الدورة الـ 162 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أمس بالقاهرة.
وأكد “أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك السريع والفعال ومضاعفة الجهود وتوحيدها من أجل الوقف الفوري ودون تأخير، لكل الجرائم التي ترتكب على الأرض الفلسطينية، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة للنازحين، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار”.
ودعا ولد الديه “إلى الضغط على إسرائيل بكل الوسائل المتاحة لإلزامها بتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية، والاعتراف دون تأخير بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة”.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»