لم يضع الموريتانيون بعد قرابة سنة من انطلاقة طوفان الأقصى لأمة مناصرتهم ومؤازرتهم للقضية الفلسطينية وهي تتعرض لأبشع جريمة عرفها التاريخ البشري، عبر استمرار الحرب الصهيونية المدعومة عسكرياً وسياسياً من الولايات المتحدة الأمريكية والمستفيدة من الصمت الدولي المريب، ومن أجواء التطبيع العربي مع إسرائيل.
فقد واصل نشطاء المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة، احتجاجاتهم أمام السفارة الأمريكية مرددين شعارات التنديد بالتواطؤ الصهيوني الأمريكي في مكبرات صوت تخترق الأثير.
وردد النشطاء في وقفة احتجاجهم ليلة الإثنين شعارات تطالب بحماية الأهالي في قطاع غزة في ظل تهديدات إسرائيل بتوسيع رقعة الحرب، كما نددت الشعارات بـالدعم الواسع الذي تقدمه الدول الغربية لإسرائيل.
ورفع المحتجون لافتات حملت شعارات منها “نحن والمقاومة جسد واحد”، و”لا لاستهداف الأطفال”.
وكان لغزة وأوضاعها حضور كبير في أمسيات المديح التي نظمت في مواقع كثيرة ليلة الإثنين بمناسبة المولد النبوي، كما كان للعلم الفلسطيني حضوره الواسع أيضاً في أنشطة المولد.
وأعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني في بيان له، الإثنين، عن “مواصلة جهوده الإغاثية نصرة للأهل في غزة الصامدة من خلال توزيع السلال الغذائية، وتسيير قوافل السقايات لمختلف أنحاء القطاع، وتوزيع حقائب المستلزمات الصحية، فضلاً عن بناء المصليات، وأماكن الإيواء، وغيرها”.
“وفي هذا السياق، يضيف البيان، نفذ المنتدى خلال الأيام الماضية حملة متواصلة، لتوزيع كميات معتبرة من السلال الغذائية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تعزيزاً لصمود الفلسطينيين في وجه العدوان، والحصار، والمجاعة”. وأضاف “أن توزيع السلال الغذائية من الخضروات المحلية شكل دعماً ميدانياً للمزارعين الغزاويين وتشجيعاً لهم بشراء منتوجاتهم التي شاركهم ممثلو المنتدى الإسلامي الموريتاني في حصد محاصيلها”.
وفي إطار المؤازرة الموريتانية لقطاع غزة، نظم المنتدى الإسلامي الموريتاني حفلاً أدبياً أهدى خلاله الشاعر والأديب الموريتاني الشهير محمد عال كيبد ديوانه (نبض الضمير) وعائدات مبيعات الديوان للأهل في غزة.
وأكد رئيس المنتدى الشيخ محفوظ بن الوالد خلال الحفل “أن الصراع مع العدو في فلسطين ليس مجرد صراع على أرض أو نزاع على حدود، بل هو صراع عقدي ديني بامتياز”، مضيفاً “أن الواجب على الأمة كلها مناصرة ومؤازرة أهلنا وإخواننا هناك”.
وهنأ رئيس المنتدى الشاعرَ والأديب محمد عال كيبد على وصفه بـ “السبق الذي سجله بين الأدباء والشعراء بإهدائه ديوانه وعائدات مبيعاته للمجاهدين في غزة”، راجياً “أن يكون الشاعر بذلك قدوة حسنة لغيره”.
وفي سياق متصل، قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتوزيع مبالغ نقدية مقدرة على مئات من المتميزين في مختلف قطاعات وزارة الأوقاف في غزة. وأوضح في بيان له “أن التوزيعات النقدية شملت الأئمة والخطباء والدعاة والقائمين على المساجد، وحلق تحفيظ القرآن، ومجالس العلم، والطلاب المتميزين، وأسر الشهداء، والأسرى”.
وكان للنساء والبنات الموريتانيات مشاركة متميزة في برنامج التوزيعات النقدية، حسب البيان.
ولفت المنتدى الإسلامي الموريتاني الانتباه إلى “أهمية قطاع الأوقاف في غزة، ودوره المنوط به في تثبيت الناس، وحملهم على الصبر، والربط على قلوبهم، وربطهم بالله عز وجل، وبث روح الجهاد والمقومة في نفوسهم”. يذكر أن إسرائيل تواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدعم أمريكي سافر، حربها المدمرة على غزة التي خلفت حتى الآن أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 12 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة فظيعة.
وفي شنها لهذه الحرب، تتجاهل إسرائيل ضمن استهتارها بالمجتمع الدولي قرار مجلس الأمن الدولي الداعي بوقفها فوراً، كما تتجاهل أوامر محكمة العدل الدولية القاضية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، ولتحسين الوضع الإنساني في قطاع بغزة.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»