عادة ما يرتفع سقف الطموحات والتوقعات، كلما زادت قيمة النجم، وفي اتحاد جدة، كان سقف تطلعات جماهير العميد يصل إلى عنان السماء مع قدوم الفرنسي كريم بنزيما لقيادة هجوم العميد.
ومر المهاجم المخضرم بفترة من الشك، لا سيما بعد انتهاء موسمه الأول مع اتحاد جدة، مما جعل البعض يشكك في قدرة قائد ريال مدريد السابق، على تقديم لمحات من تألقه السابق بقميص الميرنجي، قبل أن ينفض غبار الأزمات هذا الموسم، ويظهر في ثوب أكثر توهجا.
بنزيما والأزمات
عانى بنزيما من عدة أزمات منذ قدومه إلى الاتحاد، وكان أبرزها عدم التفاهم مع المغربي عبد الرزاق حمد الله، وعدم وجود طريق لعب تناسب الثنائي حتى يستفيد الفريق من وجود اللاعبين معا.
كذلك ساهمت إصابة كريم بنزيما بنهاية الموسم الماضي، وسفره إلى مدريد، في تأجيج موقفه داخل الاتحاد، إذ واجه اتهامات التهرب من العميد.
وفي صيف 2024، لم ترحم الانتقادات بنزيما، وأشارت إليه أصابع الاتهام بالتورط في الإطاحة بالمدربين نونو سانتو وجاياردو، كما اتُهم بالتحكم في ميركاتو الاتحاد ورفض التعاقد مع الإيطالي بيولي، لصالح مواطنه لوران بلان.
موسم الترقب
زادت تلك الأزمات من حالة الترقب لدى جماهير الاتحاد، التي باتت تلاحق بنزيما عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، كلما نشر صورة له خلال العطلة الصيفية قبل بداية الموسم الجديد.
وفي الوقت الذي شكك فيه الكثيرون بقدرات كريم بنزيما وإمكانية عودة النجم المخضرم لسابق عهده، فقد حمل الموسم الحالي، النبأ السار لنجم ريال مدريد السابق.
بنزيما بدأ الموسم الحالي بتوهج ملحوظ، مستفيدا من تفاهم كبير سواء داخل أو خارج الخطوط، فعلى مستوى الصفقات كانت اللغة الفرنسية حاضرة بقوة في هجوم العميد.
وإلى جانب استمرار نجولو كانتي نجم الوسط، تعاقد اتحاد جدة مع الجزائري حسام عوار، الذي تجمعه علاقة طيبة بكريم بنزيما، والفرنسي موسى ديابي، ليصبح هجوم النمور بنكهة فرنسية، ومن خارج الخطوط أيضًا المدرب بلان.
كل هذا ساعد بنزيما على أن يكون أكثر تفاهما، مقارنة بما حدث في الموسم الماضي، بين اللاعب الفرنسي وعدم انسجامه مع البرازيلي رومارينيو والبرتغالي جوتا والمغربي حمد الله.
ولعل 4 أهداف سجلها بنزيما في 3 مباريات هذا الموسم، من بينها هاتريك في مباراة الوحدة، كافية للرد على التشكيك فيما يمكن أن يقدمه النجم الفرنسي.
ولا شك أن فاعلية بنزيما وحالته الفنية المختلفة، تظهر في طريقة تسجيله للأهداف، ففي الموسم الأول يمكن أن نلاحظ أنه سجل أكثر من هدف، من خلال متابعة لعرضيات أمام المرمى، ليكلل مجهود زملائه بالنجاح.
أما الموسم الحالي، فنجد كريم بنزيما يسجل بكعب القدم، كما يحرز أهدافا من تسديدات بعيدة المدى، على غرار ما اعتاد عليه مع ريال مدريد، ليحسم الكثير من المواقف الصعبة.
ولا يمكن إنكار ما قدمه الثنائي موسى ديابي وحسام عوار، ويضاف لهما ستيفن بيرجوين في آخر مباراة ضد الوحدة، من مجهود خارق وجرأة هجومية أكبر تساعد بنزيما على تقديم أفضل ما لديه.
ولم يعد كريم بنزيما، مضطرًا للقيام بالعمل الهجومي وحده مثلما كان في السابق، فلن يكون ذلك المهاجم الذي يقوم بالنزول إلى منتصف الملعب لتسلم الكرة ثم الصعود بالهجمة ويستهلك مجهوده البدني في تحديات للوصول إلى مرمى المنافس.
كلاسيكو الحسم
الكلاسكيو المقبل أمام الهلال، سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي لقدرات بنزيما، فمع الاعتراف بأن الاتحاد لا زال يعاني من عدم الثبات دفاعيا إلى حد ما، لكن أمام الهلال لن يكون مسموحًا بالخطأ.
وما يزيد من تحفيز بنزيما لكلاسيكو السبت، هو أن النجم الفرنسي لم يفز على الهلال سوى بقميص ريال مدريد في نهائي مونديال الأندية، وبخلاف ذلك جاءت مبارياته مع الاتحاد ضد الزعيم، لتحمل هدفا وحيدا سجله في الخسارة 3-4.