يمر مانشستر سيتي حاليا بواحدة من أصعب الظروف على مدار السنوات الأخيرة، فيما يتعلق بالعديد من الأزمات التي قد تنذر بنهاية حقبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا.
جوارديولا الذي تولى القيادة الفنية لمانشستر سيتي بداية من موسم 2016-2017، نجح في تحقيق جميع البطولات الممكنة على المستويين القاري والمحلي، وسطر تاريخيا لا ينسى في تاريخ كرة القدم.
وبفضل العمل الرائع الكبير للمدرب الإسباني، أصبح مان سيتي فريقا لا يقهر، بسبب الطرق المختلقة التي ابتكرها حتى جعل مواجهته بمثابة "فيلم رعب" لجميع الأندية.
حقبة ذهبية
أصبحت مسيرة جوارديولا مع مان سيتي بمثابة حقبة ذهبية في تاريخ الكرة الإنجليزية والعالم بشكل عام، نظرا للكرة الممتعة التي قدمها "السماوي".
ورغم رحيل العديد من الأسماء التي ساهمت في كتابة التاريخ مع السيتي، أمثال ديفيد سيلفا وفينسنت كومباني وسيرجيو أجويرو، إلا أن رجال بيب جوارديولا لا يعرفون التقصير ويقدمون كل ما لديهم.
ومهما اختلفت الأسماء، فإن الأسلوب والطريقة التي يلعب بها السيتي لا تتغير، بالهجوم الكاسح والضغط بطول الملعب والارتداد السريع، وجميع الأشكال الممكنة لافتكاك الخصوم.
وتسبب "الفيلسوف" كما يطلق عليه في حصول مان سيتي على 18 لقبا، يأتي على رأسها الدوري الإنجليزي 6 مرات وكأس الرابطة 4 مرات، بجانب التتويج بثلاثية دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي.
وشهدت الـ4 مواسم الأخيرة تتويج رجال جوارديولا بلقب الدوري الإنجليزي، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ البريميرليج، متفوقا على العديد من الأندية العريقة وخاصة جاره اللدود مانشستر يونايتد.
رحيل مرتقب وضربات مفاجئة
صحيح أن مان سيتي تعرض لهزائم وأزمات مختلفة في عهد جوارديولا، ولكنها لم تؤثر على الفريق بشكل ملحوظ، مثلما يحدث في الموسم الحالي.
ورغم أن الموسم لا يزال في بدايته، إلا أن هناك حالة من الشك بدأت تنتاب مشجعي كرة القدم، بعد التعادل في آخر مباراتين أمام آرسنال ثم نيوكاسل يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وغير التعثر في المباراتين، فهناك العديد من الأزمات التي تحاصر مانشستر سيتي أبرزها إصابة لاعب الوسط الإسباني رودري وتأكد غيابه حتى نهاية الموسم، قبل أن يتعرض المايسترو البلجيكي كيفين دي بروين لإصابة أخرى.
وغاب النجم البلجيكي عن آخر مباراتين بالإضافة إلى تراجع مستواه من الأساس على مستوى الصناعة والتسجيل بمساهمتين فقط خلال 6 مباريات بمختلف المسابقات، وهذا على عكس بداياته النارية لكل موسم.
ولم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، حيث يعاني البرازيلي إيدرسون مورايس، حارس مرمى السيتي من هبوط واضح في المستوى، باستقبال 7 أهداف في 8 مباريات، خاصة بعدما رفض النادي السماوي رحيله بالصيف الماضي صوب الدوري السعودي.
وهبوط المستوى لم يضرب إيدرسون فقط، حيث يعاني جوارديولا من تراجع كبير لأغلب أسلحته الهجومية، وخاصة البلجيكي جيرمي دوكو الذي سجل هدفا وحيدا ولم يصنع أي أهداف، مقابل تمريرتين حاسمتين فقط للإنجليزي جاك جيريليش.
أما برناردو سيلفا، فقد قدم 3 مساهمات ( سجل 1 وصنع 2) في 8 مباريات، وهو معدل منخفض مقارنة بالإمكانيات المذهلة التي يمتلكها النجم البرتغالي، فيما يعتبر النرويجي إيرلينج هالاند، مهاجم الفريق هو الوحيد الذي يقدم مستويات جيدة بجانب المدافع الكرواتي جوسكو جفارديول.
كل هذه الأزمات ظهرت بعد أشهر قليلة من التلميحات التي تشير إلى أن الموسم الحالي هو الأخير لجوارديولا مع السيتي، حيث سينتهي عقده خلال يونيو/حزيران المقبل، مما يجعل رحيله مرتقبا.
أكثر المستفيدين
سيكون دوري روشن هو أكثر المستفيدين من الأزمات التي يعاني منها مانشستر سيتي بالوقت الحالي، في ظل رغبة عدة أندية سعودية في خطف بعض النجوم من بطل الدوري الإنجليزي.
كيفين دي بروين وإيدرسون هما أكثر النجوم الذين ارتبطوا باللعب في الدوري السعودي خلال الفترة الماضية، ولكن مان سيتي رفض جميع العروض، رغم أن عقدهما سينتهي بعد نهاية الموسم الجاري.
هذا وبالإضافة لسيلفا الذي ارتبط عدة مرات بالهلال وكايل ووكر، حيث نجحت أندية دوري روشن في خطف بعض لاعبي مان سيتي بالفترة الماضية، أمثال الجزائري رياض محرز والإسباني إيمريك لابورت والبرتغالي جواو كانسيلو.
ومع العروض الخيالية التي تقدمها أندية السعودية، تزامنا مع التقارير التي تربط جوارديولا بالرحيل، فإن نهاية الموسم الحالي، قد تشهد تفكك أسلحة مان سيتي وانضمامها إلى دوري روشن، خاصة وأن أغلب العقود ستنتهي قريبا.
وبالتالي، سيكون الدوري السعودي أكثر المستفيدين من الحالة الصعبة التي يعيشها مان سيتي والتي قد تزداد حال الفشل في الحفاظ على البريميرليج وعدم تحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية.