بقلم: خليل العناني
(يعاني الآلاف من الجنود الإسرائيليين المشاركين في حرب الاحتلال على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من اضطرابات نفسية شديدة أدت في حالات عدة إلى الانتحار. تقول قيادة جيش الاحتلال إنها تقدم الرعاية لآلاف الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو الأمراض العقلية الناجمة عن الصدمات التي تعرضوا لها أثناء الحرب، ومن غير الواضح عدد الجنود الذين انتحروا، حيث لم يقدم الجيش رقماً رسمياً.)
(رصدت شبكة سي أن أن الأميركية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، الآثار النفسية وانتشار حالات الانتحار بين الجنود العائدين من القتال في غزة، وقال جنود للشبكة إنهم شهدوا "أهوالاً لا يمكن للعالم الخارجي فهمها بشكل كامل"، وتقدم رواياتهم لمحات نادرة عن وحشية الحرب، التي يرى منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريدها "بلا نهاية"، وعن الثمن غير المباشر الذي يدفعه الجنود المشاركون.)
(عاد جندي الاحتياط، إيليران مزراحي، وهو أب لأربعة أطفال ويبلغ من العمر 40 عاماً، بعد مشاركته في الحرب على غزة لمدة ستة أشهر إلى منزله شخصاً مختلفاً، وفقاً لما صرحت به عائلته لـ"سي أن أن"، وكان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة وقبل أن يعاد إرساله للجبهة من جديد انتحر. وقالت والدته: "لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه. ومات بعد ذلك بسبب الصدمة التي تعرض لها")
(من جهته، قدم جاي زاكين، صديق مزراحي ومساعده في قيادة الجرافة، مزيداً من التفاصيل حول تجربتهما في غزة، متحدثاً لـ"سي أن أن": "لقد رأينا أشياء صعبة للغاية. أشياء يصعب قبولها"، ويلفت زاكين إلى أنه لم يعد يستطيع أكل اللحوم، لأنها تذكره بالمشاهد المروعة التي شهدها من جرافته في غزة، ويعاني من صعوبة في النوم في الليل، بينما يرن صوت الانفجارات في رأسه.
وأضاف: "عندما ترى الكثير من اللحوم في الخارج، والدماء... دماؤنا ودماؤهم (حماس)، فهذا يؤثر عليك حقاً عندما تأكل منها"، مشيراً إلى الجثث باعتبارها "لحوماً"،)