الثأر هو جزء مثير في عالم كرة القدم، وهو ما يتسبب في اشتعال الأحداث، بسبب رغبة الأندية الخاسرة في تحقيق الانتصارات ورد اعتبارها، وهو ما نجح فيه الثنائي السعودي المتمثل في الهلال والنصر أمام العين الإماراتي.
وشهدت الفترة الأخيرة ظهورا كارثيا للفريق الإماراتي على كافة الأصعدة، بسبب نتائجه ومستواه المتراجع، رغم التتويج بلقب دوري أبطال آسيا خلال النسخة الماضية، بالتفوق على العديد من الأندية.
لكن الموسم الجاري، يبدو أن "الزعيم العيناوي" يحتاج لثورة واضحة داخل الفريق على مستوى التعاقدات، بالإضافة للتعاقد مع مدير فني جديد، بدلا من الأرجنتيني هيرنان كريسبو الذي يلعب بأفكار ثابتة غير قابلة للتغيير.
مفاجأة آسيوية
الموسم الماضي كان شاهدا على واحدة من أقوى المفاجآت على المستوى الآسيوي، عندما توج العين بلقب دوري الأبطال، رغم وجود الأندية السعودية المليئة بنجوم كرة القدم العالمية.
صحيح أن "البنفسجي" يمتلك تاريخا كبيرا، ولديه مجموعة من الأسماء المميزة، إلا أنه لم يكن بنفس قوة النصر والهلال على وجه التحديد، ولكنه نجح في إطاحة الجميع وخاصة الثنائي السعودي.
العين تمكن من التفوق على النصر في الدور ربع النهائي من البطولة الآسيوية، حيث خسر "العالمي" ذهابا في الإمارات، بهدف دون رد، قبل أن يفوز إيابا على ملعبه (4-3)، ثم حسم "البنفسجي" تأهله عبر ركلات الترجيح (3-1).
وفي الدور نصف النهائي، تمكن الفريق الإماراتي من التفوق على الهلال ذهابا بنتيجة (4-2) وهي الهزيمة الوحيدة التي يتعرض لها "الأزرق" حتى وقتنا هذا في جميع البطولات المحلية والقارية.
وتمكن الهلال من التفوق إيابا في السعودية، بنتيجة (2-1)، ولكن ذلك لم يكن كافيا لوصوله إلى النهائي بالسقوط في مجموع المباراتين (4-5).
وحقق الفريق العيناوي الحلم، عبر التتويج باللقب الآسيوي على حساب يوكوهاما الياباني بالفوز في مجموع مباراتي النهائي (6-3)، حيث خسر ذهابا (1-2)، وانتصر إيابا (5-1).
هبوط مفاجئ
رغم التوقعات التي كانت تشير إلى أن اللقب الآسيوي، سيتسبب في استمرار العين على القمة بفضل النجوم التي يمتلكها بقيادة المغربي سفيان رحيمي، إلا أنه تراجع بشدة.
العين يحتل المركز الثامن بجدول ترتيب الدوري الإماراتي، حيث حقق 8 نقاط فقط، بالخسارة في مباراة والتعادل مرتين، مقابل انتصارين.
وخلال رحلة الدفاع عن اللقب الآسيوي، فقد فشل في تحقيق أي فوز خلال أول 4 جولات، بالتعثر أمام الثنائي القطري المتمثل في السد (1-1) والغرافة (2-4)، قبل أن يسقط ضد الهلال والنصر (4-5) و(1-5) على الترتيب.
ويمتلك العين نقطة واحدة فقط، وأصبح في موقف لا يحسد عليه، بسبب المنافسة الشرسة بين جميع الأندية.
عقاب برتغالي إيطالي في 15 يومًا
ساهم تفوق العين الكبير على المستوى القاري، في حالة احتقان ورغبة قوية من جانب جماهير النصر والهلال في مواجهة "البنفسجي" مرة أخرى من أجل رد الاعتبار، وهو ما حدث بالنسخة الحالية من البطولة الآسيوية.
وتسبب النظام الجديد للبطولة تحت مسمى دوري النخبة الآسيوي، في مواجهة العين للثنائي السعودي ضمن مجموعة الغرب، في الوقت الذي يعاني فيه بطل الإمارات من تراجع شديد.
ونجح الهلال في رد اعتباره، بالتفوق على العين في أرضه ووسط جماهيره بنتيجة (5-4)، ضمن الجولة الثالثة من دوري النخبة الآسيوي، يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الجولة الرابعة، تمكن "العالمي" من الثأر أمام جماهيره، بفوز كاسح على العين، أمس الثلاثاء، بنتيجة (5-1) في ليلة شهدت تألق البرازيلي أندرسون تاليسكا والذي سجل ثنائية رائعة.
وتمكن الثنائي السعودي من رد اعتباره خلال 15 يوما، بفضل عقاب البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال، والإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر.
الثنائي لعب بأسلوب متشابه أمام العين، بالضغط من البداية واستغلال الأطراف بالإضافة للدفاع المتقدم، ونجحا في التفوق على كريسبو الذي لعب على الهجمات المرتدة، ولكنه عانى من هشاشة دفاعية واحدة.
والعامل المشترك في الهزيمتين هو سقوط العين بخماسيتين، حيث استفزت جماهير النصر أنصار "البنفسجي" بتفوق الهلال برفع علامة 5، قبل أن يتمكن فريقها من الانتصار بخماسية أخرى.
وسقطت هيبة البطل الآسيوي خلال 15 يوما، بالخسارة أمام الثنائي السعودي، بالإضافة لتعرضه لهزيمة قاسية بين المباراتين أمام الأهلي المصري، بثلاثية دون رد، في ربع نهائي كأس القارات للأندية.