غزة وانتصار نظرية السنوار

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
جمعة, 2025-01-17 10:45

محمد عينين أحمد - رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة

أُعلن في العاصمة القطرية الدوحة عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة والكيان الصهيوني، بعد إبادة لم يشهد التاريخ القديم ولا الحديث بمثلها، إبادة مدعومة من أمريكا وألمانيا وبريطانيا والدول العظمي، حيث نُسفت مربعات سكنية عديدة واستهدفت المشافي ومدارس إيواء النازحين، ولم يسلم الصحفيون ولا الأطفال والنساء، من آلة الارهاب الصهيوني، انتقاماً لطوفان الأقصى، وهو هجوم نفذته حركة المقاومة حماس وحلفائها من حركات المقاومة في غزة صبيحة السابع من أكتوبر 2023، في عملية نوعية تستحق الدراسة والتحليل حيث انطلق كوماندوز المقاومة من غزة تلك البقعة الأرضية الصغيرة المحاصرة منذ عقد من الزمن برا وجوا وبحرا، وأدّى الهجوم إلى اختراق سياج إلكتروني مرعب، ظل الاحتلال يتباهى به، وبتحصينه الشديد، ما نتج عنه من أسر لعشرات الصهاينة المغتصبين، وتمريغ أكثر جيوش العالم غطرسة وهمجية، حيث ظل منذ زراعته في أرض فلسطين يُتقن القتل والإبادة والقصف العشوائي، لكن ما بعد أحداث 7 أكتوبر سيكون درسا لشعوب العالم، لرفع الظلم عن الشعوب المضطهدة ،و المشردة، لتلتهب المنطقة مكونة من جبهة قطاع غزة وجبهة الإسناد للبنانية واليمنية، دفعت المقاومة الفلسطينية أثمانا صعبة من نائب الرئيس الشهيد صالح العاروري إلى الزعيم الشهيد القائد إسماعيل هنية، ليرتقي بعده الزعيم والقائد والشهيد يحي السنوار، في ميدان القتال مشتبكا مع جنود الاحتلال مقبلا غير مدبر، وهو مهندس طوفان الأقصى الرجل الذي أرعب المحتل، وجعل بقاءه عبثا. واعتبرت إسرائيل القضاء عليه هو نهاية حركة حماس واستسلامها.

 

صحيح، أن المقاومة الفلسطينية في غزة فقدت بعض رجالاتها وصحيح أن جبهة لبنان هي الأخرى توقفت بعد استهداف الصف الأول من حزب الله من رأسه الشهيد نصر الله وخليفته المحتمل، لكن الاتفاق الذي وُقع في الدوحة حمل بشارة مهمة، ورسائل سياسية واضحة، تقول إن القضاء علي المقاومة في قطاع غزة ليس ممكنا، وأن هدف الحرب المعلن لن يتحقق وهو اجتثاث حماس وغيرها من فصائل المقاومة، لعل ضربات المقاومة الفلسطينية في غزة لجيش الاحتلال الصهيوني في هذا الأسبوع أبانت عن تنظيم وإعادة هيكلة المقاومة واستعادة زمام المبادرة، مشتغلة تضاريس القطاع وبسالة أهل الأرض، يُبين ذلك أن هذه الأمة تصنع المعجزات كلما اشتدت عليها النكبات، أمة تجاهد وتقاتل وتُقدم الشهيد تلو الشهيد والقائد تلو القائد والجندي تلو الجندي، أمة آمنت بالجهاد وما أعده الله للمجاهدين فأصبحت تتسابق إليه.

 

في نظرة عامة على الاتفاق المعلن انكسرت الإرادة السياسية للاحتلال، وتعهد بوقف الحرب، والانسحاب عن القطاع على مراحل، وسيحرر المئات من الأسرى الفلسطينيين، نزلاء السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن العشرات من الصهاينة الغاصبين.

 

لقد قدمت المقاومة للعالم درسا أن القوة والأسلحة لا تنتصر إذا كانت إرادة المقاومة موجودة، أبانت المقاومة عن نفس طويل وأعادت بوصلة الأمة لقضيتها، قضية فلسطين حيث مسرى النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وأولى القبلتين - المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

 

لن ينسي العالم أن الكيان الصهيوني، الذي طالما ما تباهي لقوّته العسكرية وردعه لخصومة، تكسرت تلك النظرية يوم السابع من أكتوبر، يذكر العالم أجمع أن أنفاق غزة وأنقاض بناياتها أصبحت مقبرة لجيش ظل أقوى جيش في الشرق الأوسط أجمع، سيذكر التاريخ أن رجالا كانوا حيث الحصار أذاقوا دولة الجدار العنصري درسا لن تنساه. لترفع بعدها شعار القضاء على المقاومة التي ستُوقع معها اتفاقا بعد 15 شهرا من الحرب، سيذكر التاريخ أن دولة الاحتلال أصبحت تعاني شللاً اقتصادياً وعجزا في ميزانيتها لم تشهد عبر التاريخ.

 

ستنتهي هذه المرحلة من الحرب بين المقاومة وآلة الاحتلال، لكن المرات القادمة ستنتهي بتحرير للقدس وكل شبر من فلسطين المحتلة، وسيعود أقبح وأفحش وأنشل شعب مشتتين ولن تقوم لهم دولة، ولا قيامة.

 

عاشت المقاومة

عاش الشعب الفلسطيني الحر الأبي

رحم الله شهداء غزة وفلسطين ولبنان واليمن.