حادثة اعتداء رجل أعمال موريتاني على الإعلامي حنفي دهاه تثير احتجاجات واسعة ودعوات لحماية الصحافيين

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
ثلاثاء, 2025-01-28 09:32

تواصلت في موريتانيا، احتجاجات شديدة على حادثة اعتداء بالضرب المبرح اقترفها رجل الأعمال الموريتاني زين العابدين صدافه، بحق الصحافي حنفي ولد دهاه مدير قناة «تي. تي. في» (TTV) المستقلة، والمدير الناشر لصحيفة «تقدمي» الاستقصائية، أمام مقر القناة.
وزادت من استنكار الرأي العام الموريتاني على هذا الاعتداء، صورة تم تداولها على نطاق واسع وأظهرت الصحافي حنفي وثيابه ملطخة بالدماء وهو في قسم الحالات المستعجلة في مركز الاستطباب الوطني.
وتفتح قناة TTV حديثة النشأة، مواضيع جريئة كما تفسح مساحة للرأي وتتميز بالجرأة في طرح القضايا التي تشغل الرأي العام وبخاصة قضايا الفساد.
وكانت القناة قد تناولت ضمن برنامج لها خاص بكشف ممارسات الفساد في موريتانيا، قضية معروضة أمام القضاء بين رجل الأعمال المعتدي زين العابدين ومؤسسة ميناء نواذيبو المستقل، حيث تحدث البرنامج عن «فوز رجل الأعمال المذكور بمناقصة صيانة جسر الميناء مقابل أربع مليارات أوقية دون أن ينفذ أي شيء من أعمال الصيانة، مع أنه تسلم 80% من الكلفة».

واستدعت الشرطة رجل الأعمال زين العابدين ولد صدافه للتحقيق معه على خلفية اعتدائه على الصحافي حنفي ولد دهاه، بعد وقوع الاعتداء بوقت قصير، إلا أنها أطلقت سراحه على أساس التزام بالعودة للمثول أمام ضابط التحقيق في الحادثة.
وأكدت المصادر «أن السلطات القضائية الموريتانية عاكفة على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان تحقيق العدالة في هذه القضية».
وكتب الإعلامي حنفي دهاه، ساعة بعد وقوع الحادثة، تدوينة مقتضبة قال فيها: «أنا بخير، ولن يثنيني الجبناء عن كشف الحقائق».
وقوبلت حادثة الاعتداء على الإعلامي دهاه بموجة استنكار واسعة من الأوساط الصحافية الموريتانية، حيث دان تجمع المؤسسات الصحافية الموريتانية الخاصة هذا الاعتداء، وطالب «بمحاسبة المعتدي في أسرع وقت وبأقسى العقوبات». وأعلن التجمع في بيان صادر عنه أمس، عن «تضامنه مع ولد دهاه، ومؤازرته له حتى ينال حقه من المعتدي». وأكد «أنه سيشرع بالتنسيق مع ولد دهاه في تقديم شكوى للجهات القضائية لردع هذا التصرف غير المسبوق».
وطالب التجمع «السلطات بتوفير الحماية للصحافيين وللمؤسسات الإعلامية الخاصة لتأدية عملها النبيل بمهنية وحرية». ولفت إلى أن ولد دهاه تعرض «لاعتداء آثم أمام مقر عمله في قناة TTV خلال أدائه مهامه الصحافية.
وانهالت تدوينات التضامن مع ولد دهاه من كبار الساسة والنواب والإعلاميين الموريتانيين، حيث كتب الإعلامي البارز الشيخ محمد حرمة: «المؤكد هو أن هذا الاعتداء له علاقة بمهنة حنفي كصحافي، ولولا أنه صاحب رأي وكلمة لما تعرض لأي اعتداء، وهنا تكمنُ خطورة الجريمة».
وقال: «حين يتولى الأفراد مهمة الدولة، وينصبون أنفسهم في منصب القاضي، ويمنحون يدهم حق تنفيذ القانون، حينها يتحول البلد إلى غابة، ويتم إفراغ الدولة من جميع معانيها كمؤسسة قانونية تحتكر العنف؛ لقد انتهى احتكار العنف الليلة وأصبح هنالك فرد يشارك فيه الدولة، فهل تقبل أجهزة الدولة ذلك؟!».
وعلق الكاتب الكبير سيدي عالي بلعمش على الحادثة قائلاً: «أن يتم الاعتداء على الصحافي الكبير حنفي دهاه (رغم أنف كل من لم يخفوا حقدهم في تناولهم الخبر)، من قبل معتوه، متخلف، ظلمته المدنية وظلمها، فهو أمر مؤسف، لكنها ضريبة التألق والنجاح في مجتمع مريض يعيش على الشماتة». وأضاف: «لا يحتاج حنفي اليوم غير تحديد طريقة الانتقام التي ترضيه لتتم كما يريدها، لكنه بالتأكيد لا يغار من سلوك ولا ثقافة ولا تربية المعتدي عليه».
وكتب المفكر الإسلامي البارز محمد جميل منصور: «الاعتداء واستعمال العنف مرفوض ابتداء، والاعتداء على الصحافة مرفوض تأكيداً، كل الإدانة لاستهداف الصحافي والكاتب حنفي ولد دهاه؛ والقضاء موجود، والفكرة تقابلها الفكرة ولا مكان لليد في هذا».

عبد الله مولود

نواكشوط –»القدس العربي»