من أجل حوار ناجع

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أربعاء, 2025-03-26 01:55

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن - المدينة المنورة

الأوضاع في الوطن العزيز تتطلب الكثير من سعة الصدر، فنظرا لما يشعر به البعض من غبن، ونظرا لتشدد بعض أطراف الساحة السياسية وإصرارهم على نهج استفزازي انتهازي، مع ما يعانيه البلد من آثار الهجرة غير الشرعية، وبعض أوجه الحرج من بعض الآراء والتوظيف الحرفي لبعض القوانين الصارمة، كل هذا يدعو لمحاولة حلحلة الأوضاع بطرق حذرة.

 

وقد يدعو هذا أمثالي لازدواجية إبداء النصح مع دعم النظام القائم، عسى أن لا نبالغ في ضغط قد يفضى للانفجار، لا قدر الله.

 

وقد لا يكون من السهل إحراز نتائج كبيرة في وقت قياسي، عبر حوار عابر، لكن ينبغي أن نوسع صدورنا لهذا الحوار من أجل مصلحة الوطن، بإذن الله.

 

فطاولات البحث والتمحيص والنقاش المتئد قد يحسن طرق الحكامة وتسيير الشأن العام وتفادى مخاطر غير مستبعدة، وذلك بشرط الابتعاد عن ضيق الأفق والاشتراطات الشخصية.

 

إن المشهد السياسي الراهن، مهما تكن نواقصه يجمع، رغم التناقض، بين أغلب الطيف السياسي، وقد يتيح الأفق المرتقب، عبر الحوار، المزيد من أوجه الشراكة والتعايش الإيجابي.

 

إن مجرد عدم استواء الأوضاع الخاصة، قد لا يكفي لتبرير الامتعاض والنفور، بل إننا جميعا بحاجة ماسة للصبر وتكريس التعايش، رغم عدم الإنصاف أحيانا.

 

لقد عبر الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزواني عن استعداده لهذا الحوار المنظور، وعلى مختلف القوى السياسية تجربة هذا الاستعداد الرئاسي الصريح للخوض في حوار جامع ناجع، إن شاء الله.

 

موريتانيا إن تحسنت ظروفها، فذلك لصالح كل الموريتانيين، بغض النظر عن الانتماءات الضيقة، وإن تعقدت ظروفها فذلك مضر بالجميع، وبالتالي نحن مطالبون بالتعقل والتصرف بحذر وحكمة، ما استطعنا لذلك سبيلا.

 

وأجدني مضطر لتكرارها، بعض المثقفين والساسة الكبار يربطون مواقفهم من الأنظمة بترمومتر مصالحهم الخاصة، وهذا غير لائق، فالأولى تقدير خطورة اللحظة ومحاولة إيثار المصلحة العليا للوطن، ودفع مستوى الاستقرار والتعايش المنقذ، عسى أن لا نجد أنفسنا يوما مع أزمة معقدة يصعب التغلب عليها، لا قدر الله.

 

وأما الآن فالظرفية ما زالت قابلة للنظر الموضوعي الفاحص النافع، ولن يتحقق ذلك إلا عبر حوار جاد شجاع.

 

شخصيا دخلت السجن وأقلت من الوظيفة، في مطلع هذه المأمورية، مع ما يعنيه ذلك من تضييق في القوت وتجاهل وضعيتي الصحية، حيث خرجت جد مريض، مع آثار ارتفاع السكرى، جراء ظروف الحبس، مدة شهر كامل، لكني أحمد الله على السلامة، ونظرا لحرصي على الاستقرار السياسي للوطن وإدراكي لهشاشة ظروف الوطن، مع التحديات التي تواجه حرية الصحافة، لم أجد بدا من الصبر وسعة الصدر والتريث عسى أن تتحسن أجواء الحكامة وتسيير الشأن العمومي، خصوصا أنني شخصيا مقتنع بحسن نية الرئيس الحالي وضرورة دفعه للمزيد من التهدئة السياسية، التي طالما روج لها، وعدم تعميق أجواء الجفاء والتنافر.

 

لكن هذا النظام في أفق هذا الحوار المرتقب، قد تخدمه خطوات مرنة في مجالات عدة، خصوصا فى ميدان الحريات وسعة الصدر، حتى للذين يرى هذا النظام أنهم اخطأوا، فولد صمب وفيصل ولد بدكي مرشحين للعفو، مبادرة من النظام لبعث بعض رسائل التهدئة، ولتنعم أسرهم بقربهم، خصوصا مع اقتراب عيد الفطر المبارك.

 

ومع احتمال اختتام محاكمة الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز من مصلحة التهدئة السياسية الحكم عليه بما يتناسب مع ظرفه الصحي وحاجة الوطن للتقارب والتصالح أكثر، والرئيس غزواني يصلح لكل ما له صلة بالحلم والوئام الوطني.