أنا ظاهرٌ لي أنني غير جابرٍ
لكم أي شيء نافع للصوائرِ
فباتي إذا ما شئتِ سهرانة هنا
وإن شئتِ نامي نوم أهل الكراكر
لقد شقَّبَتْني حاجياتكِ دائما
أُنَبِّش عنها في الدجى والهواجرِ
إذا جبتُ أُرْزًا قلتِ لي أين لحمه
ولم تخجلي من عَرْقيَ المتقاطرِ
وإن جبتُ لحمًا قلتِ ذا اللحم خامرٌ
ويعلم ربي أنه غير خامرٍ
قُبيْل صلاة العصر لما طلبتِني
أتيت إلى ذاك البتيك المجاورِ
شرحْتُ له أحوالنا وطلبتُه
يُسلّف لي في الحال بعض الغجائرِ
فحنْحنَ مرّاتٍ، وكحَّ، وبعدها
تنخّمَ مثل المدفع المتطايرِ
ففهّمني تنْخامه ثم كحّه
بأني لما أمَّلْتُه غير جابرٍ
مبيق من ديوان "والله ال احمات" المجلد الثاني ص546543