مبهورة أنا اليوم بثورة بوركينا فاسو و بإرادة شعبها العظيم و تجتاحني حالة من الشعور بالنشوة و السرور و البهجة كل ما رأيت شعبا يقهر حكامه و يخضعهم لإرادته و لا شيئ يسليني و يطربني أكثر من إضطراب الطغاة و مسكنتهم و فهمهم المتأخر وقت صحوة شعوبهم المقهورة و هيجانها بعد سباتها و بزوغ فجرها بعد ليلها الطويل البارد الممل.
هذا ابليز أيضا مثل بن علي و حسني مبارك و كل الطغاة يعلن أنه فهم الدرس أيضا و لكنه لم يفهم أن فهمه جاء متأخرا مثل فهم كل الطغاة الأغبياء الذين عبثوا و عربدوا و قتلوا و سرقوا و نهبوا و ظلموا و خانوا أماناتهم و باعوا أوطانهم و استحقروا شعوبهم و غرهم صبرها و استكانتها و كسلها و تساهلها و غفرانها لزلاتهم و تجاوزها الطويل عن عيوبهم القاتلة.
ابليز الذي قتل رفيقه توماس سانكارا و حكم بوركينا سبعة و عشرين عاما بالحديد و النار و قتل القضاة و الصحفيين و كان عميل فرنسا الكبير و رجلها الأول في القارة السمراء ،كل هذا الجبروت و كل هذا الطغيان ذاب و اضمحل بسبب اثنتي عشرة ساعة من إرادة صادقة لشعب طالما احتقره الرجل و ازدرى بإرادته. فهل يرعوي طغاة القارة الإفريقية و هل تتحسس و تكتشف بقية شعوبها قوتها و عظمة إرادتها كما اكتشفها الشعب البوركنابي اليوم ؟