
حرقة المعدة عبارة عن شعور بالحرقان في الصدر أو الحلق، وغالبًا ما يصاحبها طعم حامض في الفم. تعد هذه الحالة من الأعراض الشائعة للارتجاع الحمضي، حيث تتدفق أحماض المعدة إلى المريء مسببة الانزعاج. لحسن الحظ، يمكن التخفيف من حرقة المعدة عبر علاجات منزلية طبيعية، أدوية متاحة بدون وصفة طبية، وتعديلات في نمط الحياة.
أولاً: العلاجات الطبيعية في المنزل
هناك عدة طرق طبيعية قد تساعد في تهدئة حرقة المعدة، ومن أبرزها:
ad
بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز): يعمل كمضاد للحموضة عند تناوله مع كوب ماء بعد ساعة أو ساعتين من الوجبة. يجب توخي الحذر عند استخدامه لفترات طويلة أو للأطفال، واستشارة الطبيب إذا كان النظام الغذائي منخفض الصوديوم.
شاي البابونج: يساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الالتهاب، ويفضل تناوله بعد الوجبات أو قبل النوم.
شاي الزنجبيل: يسهم في تحسين الهضم ويتميز بخواصه المضادة للالتهاب، كما يساعد على موازنة حموضة المعدة.
ad
عصير الليمون مع العسل: على الرغم من حموضة الليمون، فإن خلطه بالماء الدافئ والعسل قد يخفف من تأثير الأحماض.
الزبادي قليل الدسم: يحتوي على البروبيوتيك التي تساعد في تهدئة الحرقان.
الحليب منزوع الدسم: قد يوفر راحة مؤقتة عبر تكوين حاجز بين بطانة المعدة والأحماض، بينما الحليب كامل الدسم قد يزيد الأعراض سوءًا.
ثانياً: الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية
هناك عدة أنواع من الأدوية تساعد على تخفيف حرقة المعدة:
مضادات الحموضة: تعمل على تحييد الأحماض مباشرة وتدوم فعاليتها حتى ساعتين. أمثلة: ألكا-سلتزر، بيبتو بيسمال، تومز، روليدز.
حاصرات مستقبلات الهيستامين-2 (H2 blockers): تقلل إنتاج الأحماض لمدة 4 إلى 12 ساعة، ويبدأ مفعولها بعد ساعة إلى ثلاث ساعات. أمثلة: تاجاميت، بيبسيد، أكسيد.
مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تقلل إنتاج الأحماض بشكل أعمق وتوفر راحة أطول، ويبدأ تأثيرها بعد يوم إلى أربعة أيام. يتم تناولها مرة يوميًا قبل الأكل بـ30 إلى 60 دقيقة لمدة 14 يومًا. أمثلة: بريفاسيد، بريلوسيك.
ثالثاً: تغييرات نمط الحياة
تلعب تعديلات نمط الحياة دورًا كبيرًا في الحد من حرقة المعدة، ومن أهمها:
تجنب الملابس الضيقة حول الخصر.
اختيار وجبات غنية بالبروتين وقليلة الدهون.
تناول الطعام بكميات معتدلة وتجنب الإفراط.
الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي.
النوم في وضع مائل لتقليل الحرقة ليلاً.
تجنب الأكل قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
أطعمة يجب تجنبها
بعض الأطعمة والمشروبات قد تحفز حرقة المعدة، مثل:
الحمضيات والأطعمة الحامضة.
الأطعمة الدهنية أو المقلية.
القهوة والمشروبات الغازية والكحولية.
الأطعمة الحارة ومنتجات الطماطم.
نصائح غذائية للوقاية
التركيز على الأطعمة الغنية بالماء، مثل الخيار، الكرفس، الخس، والبطيخ.
زيادة تناول الألياف: الشوفان، الأرز البني، البطاطا الحلوة، والجزر.
اختيار الأطعمة القلوية (ذات pH مرتفع) مثل الموز، الشمام، القرنبيط، الشمر، والمكسرات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن حرقة المعدة العرضية لا تستدعي القلق، إلا أنه يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
إذا تكررت الحرقة أكثر من مرتين أسبوعيًا.
ظهور أعراض مثل صعوبة البلع أو فقدان الوزن غير المبرر.
القيء الدموي أو براز أسود.
استمرار الأعراض رغم استخدام الأدوية أو تغييرات نمط الحياة.
قد تشير الأعراض المزمنة إلى حالة مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) أو التهاب المعدة.
حرقة المعدة مشكلة شائعة يمكن السيطرة عليها بالعلاجات المنزلية، الأدوية المتاحة بدون وصفة، واتباع نمط حياة صحي. الالتزام بالإرشادات الغذائية وتجنب المهيجات يساعد على تقليل الأعراض والتمتع بصحة أفضل للجهاز الهضمي.