تساءل عشاق كرة القدم العالمية أكثر ما يتساءلون هذه الايام عن الحقيقة الغائبة حيال الوضع المقلق لفريق برشلونة وصيف بطل الدوري الاسباني، فهل هو وضع مؤقت أم قد يستمر لفترة من الزمن؟.
القلق يمتد لمصير نجوم كبار مثل انييستا وتشافي وبوسكتس الذين انهار بهم خط الوسط، فهل انتهت مسيرة التألق معهم وبهم، أم أن انريكي لم يحسن التصرف بأوراقه الرابحة وزج بها جميعها في وقت واحد دون وعي للتغيرات وادراك للواقع؟.
ورغم وفرة برشلونة من الثروات حسب صحيفة وول ستريت، بعد ضم سواريز إلى جانب ميسي ونيمار، إلا أن عنوانا نشره الموقع الرسمي للفريق الكتالوني عقب الهزيمة أمام سلتا فيغو ألهب مشاعر المشجعين ووضعهم في حيرة بعد الصدمة.
"برسا رن تو ذا وول".. برشلونة يجري باتجاه الحائط.. هل هذا هو الحال حقا، أم انها مجرد كبوة جواد؟.
عندما خاض البرسا مباراة السبت أمام سلتا فيغو كان يتطلع للكثير من الأمور، منها النهوض من كبوة الكلاسيكو وتعويض جماهير كامب نو عن السقوط المدوي في سنتياغو بيرنابيو، كما أن ميسي كان ينتظر الاحتفال برقم قياسي جديد طال انتظاره، فضلا عن ان انريكي نفسه كان واثقا من الفوز على الفريق الذي دربه الموسم الماضي ويحفظه عن ظهر قلب.
ولكن حارس المرمى سيرجيو ألفاريز و4 كرات ردها الخشب ولمسة كعب رائعة من نوليتو إلى خواكين حولت المشهد من احتفال منتظر للبرسا إلى خسارة ثانية على التوالي وسقوط عن الصدارة إلى المركز الرابع.
وأكثر ما يؤلم أن هذا السقوط منح تاليا الغريم الأزلي ريال مدريد فرصة التربع للمرة الأولى على سلم الترتيب هذا الموسم، بعد 10 جولات قضاها يصارع من المركز الـ14 وصولا إلا قمة الليغا.
وناهيك عن أن الفريق الملكي حقق 10 انتصارات ساحقة ومتتالية (7 في الليغا و3 في الشامبيونز ليغ) إلا أنه استفاد من الخسارتين المبكرتين أمام ريال سوسيداد واتلتيكو مدريد، وذلك بعكس برشلونة الذي لم يتذوق طعم الهدف في شباك حارسه برافو إلا في الاسبوع التاسع أمام ريال مدريد.
وسيخوض برشلونة الاربعاء مباراة مهمة في دوري الابطال ضد مضيفه اياكس الهولندي في امستردام، وهو لن يحتمل خسارة ثالثة في 10 أيام، سيما وأن الأمور ليست مثالية في المجموعة بعد الخسارة قبل ما يناهز الشهر أمام سان جيرمان في باريس.
وتتحدث صحيفة وول ستريت عن جدوى إضافة سواريز إلى المزيج المخلوط من ميسي ونيمار.
وتتطرق الصحيفة إلى مشاهد تاريخية تكرر فيها هذا المزيج وخصوصا اواخر العام 1960 عندما ضم مانشستر يونايتد الثلاثي الشهير بوبي تشارلتون وجورج بست ودينيس لو، وكان من النادر جلب ثلاثي بهذا الحجم معا في نفس الخط الأمامي.
وأيضا.. رسم ميلان الايطالي لوحة مشابهة قبل 3 عقود ونصف عندما ضم الثلاثي الهولندي الشهير غوليت ورايكارد وفان باستين لتكتسح شعبيته ارجاء المعمورة.
ولا تعتبر خطوة برشلونة أكثر جرأة مما فعله ريال مدريد في العام 2002 عندما جلب البرازيلي رونالدو إلى تشكيلة هجومية ساحرة كانت تضم زين الدين زيدان وراؤول ولويس فيغو.
إذا .. فهل يجري برشلونة فعلا باتجاه الحائط؟
الإجابة بكل بساطة ستكمن في المعدل التهديفي لهؤلاء النجوم الثلاثة، والكل يتذكر العام الخارق لميسي والذي تجاوز فيه حاجز الـ90 هدف، كما يعلم الجميع معدل سواريز الذي بلغ 0.75 في ليفربول الانجليزي رغم أن لم يسدد أي ركلة جزاء، فضلا عن أن نيمار يحافظ على معدل هدف احد في كل مباراة، وقد سجل منذ بداية هذا الموسم 11 هدفا في 11 مباراة.
ورغم الأمل الكبير في هذا الثلاثي إلا أن هناك عدة عوامل تزيد من تعقيد مهمة لويس انريكي، أولا تراجع مردود ميسي نتيجة الدمار الذي يشهده خط الوسط الكتالوني مما اضطر البرغوث في آخر مبارياته إلى التخلي عن دور محرز الأهداف لحساب صناعتها وهي المهمة التي كان يجيدها باقتدار كل من انييستا وتشافي.
كما أن عامل الخبرة قد لا يسعف انريكي البالغ من العمر 44 عاما، خصوصا وانه بعد ان درب الفريق الكتالوني الرديف ذهب إلى روما الايطالي ولم يحرز معهم إلا المركز السابع في الكالتشيو، ثم تحول إلى سلتا فيغو وحل تاسعا في الليغا، وكلا الفريقين تحسن ترتيبه بعدما غادر انريكي مباشرة.
ويتمحور العامل الثالث حول هشاشة خط الدفاع الكتالوني والقرار الخاطيء بجلب العجوز ماثيو نظير 20 مليون يورو، وها هو قد بدأ بالفعل مسلسل الإصابات، ناهيك عن التراجع الكبير اصلا في مستوى بيكيه والبا وداني الفيس.
الكلام النهائي لمن يحب النظر إلى النصف الممتليء من الكأس يتمحور حول أن برشلونة خسر مباراتين بالفعل، ولكن الأولى كانت أمام ريال مدريد في سنتياغو بيرنابيو، وهذا امر وارد الحدوث خصوصا وأن الميرينغي يعيش افضل فتراته، وأن الثانية ضرب فيها برشلونة العارضة 4 مرات ولولا الحارس الذي وقف على رأسه ليرد كل الكرات الممكنة وغير الممكنة لكان الفوز حتما من نصيب برشلونة.
الموسم لا يزال في بدايته وكل الفرق الكبيرة ستخسر، وما يطمئن في برشلونة غياب الانانية عن ميسي ونيمار وسواريز.. فهذا الثلاثي ما يزال في جعبته الكثير.. لننتظر ونرى.!!
كوووورة