
بيان
تابعنا في الائتلاف الوطني لمحاربة الفساد – ببالغ الاهتمام – الزيارة الميدانية التي أداها فخامة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي، وهي الزيارة التي تزامنت مع الإعلان عن تشكيل الائتلاف، مما زاد من حرصنا على مواكبة مضامينها وما حملته من رسائل سياسية وتنموية واضحة.
وبعد اختتام هذه الزيارة الهامة، فإننا في الائتلاف نود تسجيل المواقف والملاحظات التالية:
1 ـ نرحِّب بقوة بهذه الزيارة التي شملت جميع مقاطعات الولاية، وما تضمنته من الإعلان عن الانطلاق الرسمي للبرنامج الاستعجالي لتنمية الولايات الداخلية، وهو برنامج نأمل أن يشكِّل نقلة تنموية حقيقية يستفيد منها المواطن في الولايات الداخلية.
2 ـ نُثمِّن عاليا الخطابات القوية التي ألقاها فخامة الرئيس في مختلف محطات زيارته، وخاصة خطاب أنبيكت لحواش الذي شدَّد فيه على ضرورة إرساء قيم المواطنة ومواجهة المظاهر القبلية والخطابات الضيقة المناقضة لروح الدولة، وخطاب جكني الذي تحدث فيه بشكل مفصل عن الفساد، حيث أكد – وبوضوح تام لا لبس فيه – أن الحرب على الفساد مستمرة، وأنها لن تعرف هدنة ولا انتقائية، ولن يُسمح فيها تحت أي ظرف بحماية أي مفسد مهما كان موقعه. وقد دعا فخامته القوى الحية في المجتمع إلى المشاركة الفاعلة في هذه الحرب، وفي هذا السياق، فإننا نؤكد أن الائتلاف الوطني لمحاربة الفساد تشكل بالأساس لإشراك المجتمع بكل قواه الحية في محاربة الفساد.
3 ـ نُعرب عن أسفنا الشديد لبعض المظاهر التي رافقت الزيارة، من حشد قبلي، وانتقال عدد من موظفي الدولة إلى ولاية الحوض الشرقي وتركهم لأماكن عملهم، وانشغالهم خلال أيام الزيارة بأنشطة لا تنسجم مع الحرب المعلنة على الفساد، ولا مع ترسيخ ثقافة المواطنة. ونؤكد أن مثل هذه الممارسات تُضعف ثقة المواطن في الإدارة وتشوِّه أهداف ونتائج الزيارة.
وبناءً على ذلك، فإننا في الائتلاف الوطني لمحاربة الفساد نوصي بما يلي:
4 ـ الوقف النهائي لهذه المظاهر المخلَّة بقيم المواطنة وبجوهر الحرب على الفساد خلال الزيارات المقبلة، وذلك من خلال إصدار تعليمات صارمة تمنع موظفي الدولة غير المعنيين بشكل مباشر بالزيارة من التنقل إلى الولايات المزورة، ووقف عمليات استعراض مواكب السيارات الفاخرة، باعتبارها ممارسات تتعارض مع صورة العمل الميداني الجاد، ولا تقل خطورة عن مظاهر البذخ ورمي النقود في المناسبات الاجتماعية، والتي تم تحريمها مؤخرا.
5 ـ دعوة الحكومة إلى اتخاذ إجراءات قوية وفورية، عقب انتهاء الزيارة، من أجل تفعيل مضامين خطابات الرئيس، وخاصة خطاب جكني وخطاب أنبيكت لحواش، والتأكد من عدم تكرار التجارب السابقة التي تم فيها الالتفاف على مضامين خطاب وادان، وشنقيط، ونداء جول، فتفعيل هذه الخطابات سيعزز الثقة بين المواطن والدولة.
6 ـ تجديد تثميننا لنشر تقرير محكمة الحسابات والإجراءات المهمة التي تلته، وفي انتظار نشر تقرير المفتشية العامة للدولة، فإننا ندعو إلى تعزيز قدرات هيئات الرقابة، حتى تتمكن من توسيع رقابتها لتشمل جميع القطاعات، وإصدار تقاريريها سنويا وبانتظام.
7 ـ التأكيد على ضرورة اعتماد معايير صارمة وواضحة في التوظيف والتعيين، وإبعاد القبيلة والهياكل التقليدية بشكل كامل عن عملية اختيار المسؤولين العموميين، ضمانا لوصول الموظفين الأكفأ والأكثر نزاهة إلى مواقع المسؤولية، وهو ما سيحدُّ بكل تأكيد من تكرار الأخطاء والتجاوزات التي كبَّدت الدولة خسائر مالية جسيمة خلال السنوات والعقود الماضية، ونؤكد أن هذا المسار يشكل أحد أهم أدوات الوقاية من الفساد.
وفي الأخير، فإننا في الائتلاف الوطني لمحاربة الفساد الذي انخرط فيه حتى الآن عدد معتبر من العلماء والأئمة، والنساء، والشباب، والخبراء، والشخصيات الوطنية، هذا فضلا عما يُقارب 200 منظمة غير حكومية، مما يجعله أوسع ائتلاف مدني لمحاربة الفساد في تاريخ البلاد، لنعبر عن استعدادنا الكامل لأن نشكل ظهيرا شعبيا قويا داعما للحكومة في أي جهد تقوم به في مجال محاربة الفساد بكل أشكاله وتجلياته، وندعوها في المقابل إلى خلق شراكة فعلية وحقيقية مع المجتمع المدني، ودعم جهوده في الكشف والرقابة والتوعوية، بما يساهم في خلق بيئة وطنية مناهضة للفساد.
نواكشوط: 15 نوفمبر 2025
اللجنة الدائمة للمكتب التنفيذي للائتلاف الوطني لمحاربة الفساد

.jpg)


