جرعات رقمية تخدر عقول الشباب

ثلاثاء, 2014-11-04 13:52

تشهد المخدرات الرقمية في الاونة الاخيرة توسعا لانتشارها بين الشباب والمراهقين بعد ان كان "تعاطيها" منحصرا في أضيق الحدود في أميركا وأوروبا.

وحذرت السعودية ولبنان من مخاطر محتملة من انتشار هذا النوع من المخدرات في مجتمعاتها، فيما كانت ابوظبي سباقة في التنبيه اليها منتصف العام 2012.

وتوصلت التقنية الحديثة لمنح مستخدميها الشعور بنشوة الإدمان من خلال ملفات صوتية يتم الاستماع إليها عبر سماعات مخصصة تؤثر على العقل بترددات تعطي مفعولا وهميا.

ويمكن تحميل المخدرات الرقمية ببعض المواقع بمبالغ زهيدة ما ساهم في تفشيها بين المراهقين.

ومن المثير للقلق انتشار ظاهرة هوس بعض المراهقين بالاستماع طوال الوقت للموسيقى للوصول إلى حالة نشوة تشابه تأثير المخدرات، والاسم المتداول لهذه الظاهرة هو "آي دوزينغ" بمعنى "الجرعات المخدرة عبر الإنترنت".

ودفعت خطورة موسيقى "السايكودوليك" العديد من القنوات التلفزيونية للتحذير من الاستماع إليها كونها تؤدي للإدمان وتتسبب بأضرار بالغة في الدماغ.

وتقول الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي وعضوة الأمم المتحدة لعلاج الإدمان لدى النساء "لا أفضل إطلاق اسم مخدرات على هذا النوع من موسيقى 'السايكودوليك' وإنما هي مؤثرات وفي الحقيقة بدأت تلك المؤثرات الصوتية في الملاهي الليلية في الغرب وكان الهدف منها استقطاب المراهقين".

وتضيف "تعمل موسيقى 'السايكودوليك' الصاخبة على خلق نوع من عدم التناغم في وظائف الدماغ والموصلات العصبية تساعد على الوصول إلى النشوة والانفصال عن الواقع وليس صحيحا أنها تؤدي نفس تأثيرات المخدرات المعروفة كالكوكايين والحشيش وغيرها".

وعادة ما يصاحب هذه الموسيقى الصاخبة ترددات مختلفة تعزف بآلات موسيقية حادة تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان وتعمل على اضطراب الجهاز العصبي المركزي وهي أيضا تؤثر سلبا على العصب السمعي، كما أن متعاطي هذا النوع من الموسيقى لا بد أن يهيئ نفسه لسماعها والتأثر بها، أما الإنسان الطبيعي فتكون بالنسبة له مجرد موسيقى صاخبة حادة مزعجة جدا.

وتقول الصواف "باختصار هي لا تختلف عن الزار المعروف لدينا الذي يؤدي إلى الصرع العضوي ويسبب الهياج".

وطلب أشرف ريفي وزير العدل اللبناني الخميس الماضي من النيابة العامة العمل على مكافحة "المخدرات الرقمية"، وذلك بعد تقرير إعلامي يلفت الانظار إلى انتشار الظاهرة بين بعض الشباب.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ريفي قوله في بيان إنه طلب من القاضي سمير حمود النائب العام التمييزي، "اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمكافحة ظاهرة المخدرات الرقمية".

وأضاف البيان أن وزير العدل اللبناني أكد على ضرورة حجب المواقع الإلكترونية التي تروج للمخدرات الرقمية، محذرا من أنها تشكل "خطورة على الشباب اللبناني"، و"الأمن الاجتماعي لكل اللبنانيين".

من جهة اخرى ذكرت وسائل اعلام سعودية محلية ان عبد الإله الشريف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وجه مستشاري الأمانة لدراسة المخدرات الرقمية لمواجهتها.

وأضاف الشريف أن مديرية مكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تركزان على حماية الأبناء من مخاطر المخدرات.

وطمأن الشريف السعوديين قائلا إن هذا النوع من الموسيقى لا يوجد في بلدهم، مشيرا إلى أن مدمن المخدرات العادي لا يستخدم مثل هذا النوع من المخدرات لأنها لا تؤثر فيه، بينما يستخدمها مرضى الإدمان المزمن، وأشار أن هناك تنسيقا مع هيئة الاتصالات للحد من هذه الرسائل.

ودعا الشريف إلى عدم تداول مثل هذه الرسائل والترويج لها والاحتفاظ بها بدلا من التسويق لها، مكررا طمأنته بأنها غير موجودة في الأصل، مشددا توعية الأبناء والأسر، كاشفا عن أن تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في السنوات السبع الماضية لم يشر أو يتطرق إلى المخدرات الرقمية.

وكانت شرطة أبوظبي سبّاقة في التحذير من هذا النوع الجديد من المخدرات واعتبرتها قبل اكثر من عامين الخطر القادم على المجتمع الإماراتي بسبب الاستخدام العالي للإنترنت وتطبيقاته وارتباط الشباب الكبير بالتقنية.