
نشرت صحيفة «إل موندو» تقريراً مطولاً عن مخيم امبره للاجئين في الشرق الموريتاني، وصفت فيه المخيم بأنه “مدينة قيد التشكل” بعد أن تجاوز عدد سكانه 300 ألف شخص بين داخله ومحيطه، مما يجعله واحداً من أكبر التجمعات السكانية في موريتانيا بعد نواكشوط ونواذيبو.
ووفقاً لـ«إل موندو»، يقع مخيم امبره على بعد كيلومترات قليلة من الحدود المالية، في منطقة تهتز بفعل الصراع بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة، و«أفريكا كوربس» الذين حلّوا محل عناصر فاغنر. هذا الانفلات الأمني أدّى إلى موجات نزوح غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة.
شهادات نساء هاربات من العنف
ينقل التقرير شهادات موجعة لنساء فررن من مالي بعد تعرض عائلاتهن للقتل والتنكيل.
إحدى النساء قالت: «أعدموا زوجي»، وأخرى روت: «قتلوا جزءاً من عائلتي، ثم عاد آخرون فقتلوا البقية… هربنا من الموت والاغتصاب والعار».
وتضيف الصحيفة أن ملامح الحزن تسكن الوجوه، وأن “البقاء” هو الفعل الأكثر تكراراً في حديث الناجين.
رحلة مرهِقة إلى قلب الصحراء
يصف تقرير «إل موندو» رحلة الوصول إلى مبيرا بأنها مسار يتجاوز 4.200 كيلومتر من السفر جواً وبراً، تبدأ من مدريد وتنتهي وسط الكثبان القريبة من الحدود.
وتشير الصحيفة إلى أن مبيرا أصبح “ميتروبوليس لاجئين”، يضم: 8 مدارس و4 مراكز صحية
وسوقاً كبيرا ومكتباً تابعاً للأمم المتحدة للهجرة ومصرفاً وأكثر من 10 صالونات حلاقة، إضافة إلى انتشار مكثف لتطبيق «تيك توك» بين الشباب
لو لم يوجد امبره لذهب الوافدون مباشرة إلى أوروبا
يقول أحد شيوخ القبائل للصحيفة: «لو لم يوجد امبره، لتوجه الوافدون الجدد مباشرة إلى الساحل لمحاولة الوصول إلى أوروبا».
ويضيف أن نقص الموارد والبطالة في المخيم تخلق لدى الشباب “تصوراً خطيراً بأن الطريق الوحيدة للمستقبل تمر عبر البحر”.
خطر التمدد خارج أسوار المخيم
تشير «إل موندو» إلى أن محيط المخيم أصبح اليوم أكثر اكتظاظاً من داخله، وأن موريتانيا – رغم نجاحها في ضبط الوضع الأمني – تقترب من حدود قدرتها على الاستيعاب.
ونقلت الصحيفة تصريحات سفير الاتحاد الأوروبي في موريتانيا خواكين تاسّو فيلالونغا، الذي أكد أن الاتحاد يدعم نواكشوط استقبال اللاجئين ودعم المجتمعات المضيفة وتعزيز التكوين المهني للشباب ومكافحة شبكات تهريب البشر ودعم قدرات البحث والإنقاذ وتشجيع الهجرة القانونية.
وأوضح أن هذه الجهود ساهمت في خفض وصول القوارب إلى جزر الكناري بنسبة 60% هذا العام.
وبحسب تقرير «إل موندو»، فإن مخيم امبره أصبح مشروع مدينة تمتد في الصحراء، حيث يلجأ له مئات آلاف الهاربين من العنف في مالي، ودرعاً يحول دون اندفاع موجات جديدة نحو السواحل وإلى أوروبا.

.jpg)


