
نشرت صحيفة جابان تايمز اليابانية مقالًا موسّعًا للسفير الموريتاني في طوكيو، عبد الله ولد كبد، استعرض فيه آفاق الشراكة بين موريتانيا واليابان، والدور الذي يمكن أن يلعبه البلدان في بناء مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي اعتمادًا على إرث طويل من الصداقة والثقة المتبادلة.
وأوضح السفير ولد كبد في مقاله أن العلاقات الموريتانية–اليابانية، رغم المسافة الجغرافية الكبيرة بين البلدين، قامت على قيم مشتركة ومواقف متقاربة، وانتقلت من تعاون يتركز على قطاع الصيد البحري إلى شراكة متعددة المجالات. وأشار إلى أن زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لليابان في أغسطس الماضي، للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الأفريقية (تيكاد)، أعادت زخمًا جديدًا للعلاقات الثنائية، وأسست لرؤية مشتركة مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك شيجيرو إيشيبا حول مستقبل التعاون بين البلدين.
وسلّط ولد كبد الضوء على الموقع الجيوسياسي لموريتانيا، بوصفها نقطة التقاء بين المغرب العربي وغرب أفريقيا ومنطقة الساحل، ومركز استقرار داخل محيط إقليمي مضطرب. وأكد أن البلاد تمثل “منطقة عازلة” تحافظ على توازن إقليمي شديد التعقيد، إلى جانب رسوخ التجربة الديمقراطية واحترام الحريات وسيادة القانون.
كما تناول المقال متانة الاقتصاد الموريتاني الذي حقق معدل نمو يقارب 6% خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى آفاق الازدهار التي تفتحها اكتشافات الغاز وتصديره ابتداءً من 2025. وركّز السفير على الفرص الهائلة في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تمتلك موريتانيا موارد طبيعية استثنائية تجعلها وجهة عالمية واعدة في هذا القطاع.
ودعا ولد كبد المستثمرين اليابانيين إلى اغتنام الفرص المتاحة في الطاقة والصناعة والصيد البحري، مؤكدًا أن موريتانيا توفر بيئة مواتية للاستثمار ومنافذ واسعة إلى أسواق أفريقيا وأوروبا وأميركا. وأشار إلى أن تطوير الصناعات التحويلية، خصوصًا صناعة الصلب، يمكن أن يشكل مجالًا مربحًا للشركات اليابانية بفضل توفر طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.
وختم السفير مقاله بالتأكيد على أن موريتانيا تعتبر اليابان شريكًا موثوقًا، وأن الإرادة السياسية لدفع العلاقات الثنائية “واضحة ومتبادلة”. وأكد أن القطاع الخاص في البلدين قادر على أن يكون المحرك الأساسي لمرحلة جديدة من التعاون تقوم على الابتكار والشراكة المتوازنة.
لمطالعة ترجمة المقال اضغط هنا

.jpg)


