هل انتهى العصر الذهبي لبرشلونة بعد سقوط إمبراطورية خط الوسط؟

ثلاثاء, 2014-11-04 23:40

شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاع مستوى خط الوسط في فريق برشلونة الإسباني إلى حد اعتبر فيه الكثيرون أن نجاح الفريق الكتالوني خلال هذه السنوات يعود في المقام الأول إلى تألق المشاركين في قيادة هذا الخط الذي يمثل العمود الفقري لفرق كرة القدم. لكن ما حدث في الآونة الأخيرة أنه بين الإصابات وسوء الأداء والخسارات، تكبدت إمبراطورية خط الوسط في برشلونة خسائر كثيرة بعدما كانت القوة الضاربة لنجاحاته في السنوات العشر الماضية.

* الثلاثي المرهق
لا شك في أن الثلاثي تشافي هرنانديز وأندريس إينيستا وسيرجيو بوسكيتس صنع نجاحات وسط برشلونة كما المنتخب الإسباني من خلال أسلوب «تيكي تاكا» الشهير في عهد المدرب بيب غوارديولا، الذي كانت إحدى نتائجه القبض بقوة على الكرة وتدويرها بسرعة على الأرض بين لاعبي الفريق. لكن عام 2014 كان المنعطف الكبير: لم يحرز برشلونة أي لقب كبير وخرج أبطال العالم من باب الدور الأول الخلفي في مونديال 2014. مذ ذاك الوقت، أصبح تشافي (34 عاما) يكتفي بلعب دور البديل في برشلونة، وعانى بوسكيتش (26 عاما) من بعض الإصابات، فيما فرملت إصابة في ربلة الساق إينيستا (30 عاما) وحرمته اليوم من مواجهة أياكس أمستردام الهولندي في دوري أبطال أوروبا، حيث يبحث فريقه عن ضمان التأهل إلى دور الـ16.
في 13 مباراة رسمية هذا الموسم، لم يشارك الثلاثي الذي التصق ببعضه لسنوات، أكثر من مرتين سويا. ورغم صعود مستوى تشافي وإينيستا قبل الكلاسيكو الأخير ضد ريـال، إلا أن أداءهما كان بعيدا عن الماضي في برنابيو فخسرا 1 - 3 وأصيب الثاني. صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» الكتالونية حاولت أن تحلل ما يحدث فلخصت الأمر قائلة: «لسنوات طويلة افتخر برشلونة بامتلاك أفضل خط وسط في العالم. لكن الوسط الذي أدهش العالم وصل إلى نقطة التشبع».

* ثنائي بانتظار التكيف
في الصيف الماضي، انضم الكرواتي إيفان راكيتيتش (26 عاما) من إشبيلية الإسباني والبرازيلي رافينيا الكانتارا (21 عاما) عائدا من إعارة إلى سلتا فيغو لتقوية وسط المستطيل. لكن راكيتيتش لا يمتلك مواصفات تشافي: في وقت يمرر الكتالوني ويبحث عن التمريرة الأخيرة، يمتاز الكرواتي بقدرته على الاختراق وقوته الجسدية وهو قادر على التسديد السريع من مسافات بعيدة. أما رافينيا، فيبدو رقيقا على غرار سيرجي روبرتو (22 عاما) الذي عجز عن فرض نفسه أيضا. لم يسيطر الثلاثي رافينيا - بوسكيتس - راكيتيتش على مباراة التي انتهت بهزيمة برشلونة السبت أمام سلتا فيغو، إذ تخطى الفريق مرحلة بناء اللعب، معتمدا على الثلاثي السريع الهجومي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغواياني لويس سواريز للمعادلة. طريقة لعب مباشرة لتفادي الوقوع في مصيدة الرقابة بحسب المدرب لويس إنريكي لكن بداية بدعة جديدة في ملعب «كامب نو».

* اللعب الجميل ما زال حاضرا
السيطرة على اللعب والكرة لا تزال من المبادئ الضرورية في برشلونة الذي سحر العالم مع غوارديولا بين 2008 و2012. أكد لويس إنريكي السبت مستبعدا أي تغيير في العقلية: «أريد دوما السيطرة على المباراة لأننا أقوياء عندما نمتلك الكرة». لكن امتلاك الكرة ليس كل شيء كما أثبتت الخسارات الثلاث أمام باريس سان جيرمان الفرنسي (2 - 3) في دوري أبطال أوروبا وريـال مدريد وفيغو في الدوري. يمكن الافتراض أن موهبة المتلاعبين بالكرة لم تفقد وعيها في أشهر قليلة لكن تحقيق الفوز اليوم أمام أياكس بأسلوبهم الاعتيادي سيعيد الفريق إلى السكة الصحيحة.
ومع تقديم ريـال مدريد أروع مستوياته سيكون برشلونة بحاجة ماسة لعبقرية الوسط للصمود في مبارزته.
الحديث عن كرة برشلونة الجميلة وخصوصا إمبراطورية خط الوسط يأتي وسط أنباء ذكرتها صحيفة (نيكان سبورتس) اليابانية عن اهتمام نادي طوكيو بالحصول على خدمات تشافي للانتقال لصفوفه خلال موسم الانتقالات الشتوية المقبل. ويعد تشافي من نجوم الكرة المعروفين في اليابان بفضل مسيرته المظفرة مع الفريق الكتالوني، الذي توج معه ببطولة الدوري سبع مرات، ودوري الأبطال ثلاث مرات، فضلا عن مشاركته مع منتخب بلاده الذي توج بألقاب كأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية مرتين في 2008 و2012. ولم يقدم النادي الياباني عرضا رسميا بعد للاعب لكنه مستعد لدفع راتب تصل قيمته إلى نحو مليار ين ياباني (نحو 7 ملايين يورو)، وفقا للصحيفة المذكورة.

* كرويف حزين
وحول انخفاض أداء فريق برشلونة في الآونة الأخيرة أعرب يوهان كرويف مديره الفني الهولندي السابق عن شعوره بالأسى لموقف الفريق الكتالوني الحالي، كما أكد أن الفريق الإسباني فقد الكثير من «هيبته» في العالم خلال السنوات الأخيرة. وقال كرويف عقب فراغه من مشاهدة فيلم وثائقي حول مرور 40 عاما على التحاقه ببرشلونة: «يؤلمني رؤية برشلونة هكذا.. مع شعار اليونيسيف كان جوهرة العالم.. لقد فقدنا الكثير من هيبتنا في العالم». وأضاف: «هناك كثير من الأحكام القضائية التي تدين برشلونة ولا تساعده على النهوض».
وانتقد كرويف بشدة مجلس إدارة النادي الكتالوني برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو: «من الصعب أن تدلي برأيك إن لم تكن داخل الفريق.. الأشياء البسيطة هي الأهم ولم يتم العمل على تحسينها خلال الأعوام الأخيرة.. من أجل دفع الفريق إلى الأمام عليك أن تعرف ما كان يعمل بشكل جيد في الماضي لتحدد أسباب تعثره في الوقت الحالي». وذكر المدرب السابق أنه لا تجمعه أي علاقة بالإدارة الحالية لأنه لا يرى معنى في وجود علاقة معها في ظل كل ما يحدث في الوقت الراهن. وأشار كرويف خلال حديثه إلى الفترة التي تولي خلالها خوان لابورتا رئاسة النادي، وقال: «لقد صنع فريقا رائعا من خلال موارد اقتصادية قليلة». وتابع: «هذا ليس انتقادا ولكن هو نظرة في مرآة الماضي من أجل تحديد الأشياء التي تم القيام بها بشكل سيء من أجل تفادي السقوط فيها مجددا». وأوضح اللاعب الهولندي السابق أنه يرى أن أحد أهم أسباب إخفاق برشلونة هو أن الفريق حظي بمدربين اثنين فقط خلال تسع سنوات، بينما توافد عليه ثلاثة مدربين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

* تفاؤل في برشلونة
أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بنادي برشلونة، أكد من جانبه أنه يثق بشكل مطلق في المدير الفني للفريق إنريكي، كما أكد أن المدرب الجديد ليس في حاجة لأحد ليوضح له تطلعات وطموحات النادي الكتالوني. والتقى زوبيزاريتا مع وسائل الإعلام قبل أن يتوجه بصحبة الفريق الإسباني إلى مدينة أمستردام الهولندية التي يحل فيها برشلونة اليوم ضيفا على فريق أياكس في إطار منافسات دور المجموعات لبطولة دوري ألأبطال. وتعد مباراة اليوم لقاء مهما للغاية بالنسبة لبرشلونة بعد تجرعه هزيمتين متتاليتين في الدوري الإسباني أخيرا وهزيمة أخرى أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 3 / 2 في أولى مبارياته في البطولة الأوروبية. وقال زوبيزاريتا: «هذه المباراة حاسمة بعد الهزيمة التي تلقيناها في باريس».
وطالب الحارس الدولي السابق الجماهير منح جرعة من الثقة للفريق في المرحلة الحالية: «لا أعتقد أن هناك تراجعا في طريقة اللعب.. سنمضي قدما في نفس الطريق.. نحن نتطور بعد إجراء الكثير من التغييرات.. وبعيدا عن النتائج التي تضمن تأهلا مريحا مستوى طموحاتنا ما زال كما هو». وأشار زوبيزاريتا إلى أن ريـال مدريد متصدر الدوري الإسباني فريق صاحب قدرات هائلة، إلا أنه رفض مقارنته بفريق برشلونة خلال فترة تولي غوارديولا مهمة إدارته الفنية. واختتم قائلا: «لدينا هاجس سيئ فيما يتعلق بالمقارنة التي لا تعجبني».

"الشرق الأوسط "