
سرطان البروستاتا يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، خصوصًا بعد سن الخمسين، ويعتمد الكشف المبكر عنه في كثير من الحالات على اختبار دم بسيط يعرف باسم PSA (مستضد البروستاتا النوعي). هذا الفحص يقيس مستوى بروتين تنتجه غدة البروستاتا، ويوجد طبيعيًا في الدم بكميات منخفضة، لكنه قد يرتفع عند وجود مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك السرطان أو حالات أخرى مثل تضخم البروستاتا الحميد أو الالتهابات.
لماذا يثير اختبار PSA جدلًا؟
ارتفاع مستوى PSA لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان البروستاتا. أحيانًا يؤدي الاختبار إلى تشخيص زائد، أي اكتشاف أورام بطيئة النمو قد لا تؤثر على صحة الرجل خلال حياته. هذا قد يترتب عليه الخضوع لفحوصات أو علاجات غير ضرورية، مثل الخزعات أو الجراحة، والتي قد تسبب آثارًا جانبية مثل:
ad
ضعف الانتصاب
سلس البول
القلق النفسي المرتبط بالتشخيص
ad
متى يُنصح بإجراء الفحص؟
لا يُنصح بتعميم اختبار PSA على جميع الرجال، بل يجب اتخاذ القرار بشكل فردي بعد مناقشة الطبيب. غالبًا يُنصح بالبدء في النقاش حول الفحص بين سن 50 و55 عامًا، بينما يُوصى للرجال الأكثر عرضة للخطر، مثل من لديهم تاريخ عائلي للمرض، بإجراء الفحص في سن أصغر.
فهم نتائج PSA
لا توجد قيمة واحدة تُعتبر “طبيعية” لمستوى PSA، إذ تختلف بحسب العمر وحجم البروستاتا. عند ارتفاع النتيجة، قد يوصي الطبيب بـ:
إعادة التحليل
إجراء فحوصات تصويرية
اللجوء إلى خزعة لتأكيد التشخيص
وتُبنى القرارات الطبية على مجموعة عوامل تشمل العمر والأعراض والتاريخ الصحي، وليس على رقم PSA فقط.
تطورات حديثة في تقييم خطر السرطان
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في أساليب تقييم خطر سرطان البروستاتا، مثل:
اختبارات PSA المتقدمة
التصوير بالرنين المغناطيسي
المراقبة النشطة لبعض الحالات بدل العلاج الفوري
تهدف هذه الأساليب إلى تقليل العلاجات غير الضرورية، مع الحفاظ على فرصة الكشف المبكر للحالات الخطرة.
اختبار PSA ليس أداة “جيدة أو سيئة” بحد ذاته، بل يتطلب استخدامًا مدروسًا. ويجب أن يكون قرار إجرائه مبنيًا على حوار صريح بين الرجل والطبيب، يوازن بين فوائد الكشف المبكر ومخاطر التشخيص والعلاج غير الضروريين.

.jpg)


