رفضت وزارة الخارجية المصرية الادانات الدولية التي وجهتها قيادات دولية وحقوقية على الأحكام التي اصدرتها محكمة مصرية الأثنين بسجن عدد من صحفيي قناة الجزيرة.
وقالت الوزارة إنها ترفض أي تشكيك في استقلالية القانون المصري وعدالة الأحكام الصادرة.
و كان البيت الابيض في واشنطن قد وصف الحكم بأنه تراجع في المسار الديموقراطي الذي تتخذه مصر وطالب بالافراج عن الصحفيين.
واتهمت كل من منظمة امنستي انترناشيونال ومنظمة هيومان رايتس واتش المعنيتين بحقوق الانسان قضاة مصر بالتورط بمعاداة الإخوان المسلمين.
كما أعربت الحكومتان البريطانية والاسترالية عن "انزعاج بالغ" و"صدمة كبيرة" إزاء أحكام السجن المشدد الصادرة بحق ثلاثة صحفيين يعملون لدى قناة الجزيرة الإنجليزية و11 آخرين.
واستدعت بريطانيا وهولندا السفيرين المصريين في لندن وامستردام عقب صدور الأحكام التي تقضي بسجن المتهمين، وبينهم صحفية هولندية وصحفي أسترالي، لفترات تتراوح بين سبع و10 سنوات بعد إدانتهم بدعم "الإرهاب" في مصر.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون إنه شعر بـ"انزعاج بالغ" بسبب الأحكام.
وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز في بيان له إنه سيناقش الأمر مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ، مشددا على أن الصحفية الهولندية المحكوم عليها غيابيا بالسجن 10 سنوات في القضية "لم تحصل على محاكمة عادلة".
واعتبرت منظمة العفو الدولية الاثنين "يوما مظلم لحرية الإعلام في مصر".
وطالبت المنظمة الحقوقية السلطات المصرية بالإفراج عن الصحفيين "فورا ودون أي قيود"، واصفة إياهم بأنهم "سجناء رأي".
وقال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة: "في مصر اليوم كل من يجرؤ على الاعتراض على الرواية الحكومية (للأحداث) يعتبر هدفا مشروعا."
"خنق حرية الإعلام"
وحضر جلسة النطق بالحكم اليوم عدد من السفراء الأجانب على من بينهم سفير بريطانيا واستراليا وكندا ولاتفيا وهولندا.
وأشارت وزير الخارجية الاسترالية إلى أن "هذا النوع من الأحكام لا يقدم شيئا لدعم مزاعم مصر بأنها على طريق الانتقال إلى الديمقراطية".
وأضافت أن "الحكومة الأسترالية تحث الحكومة الجديدة في مصر للتفكير مليا في الرسالة التي ترسل للعالم عن الوضع في مصر".
وأكدت أن "الحرية وحرية الصحافة أمر جوهري لدولة ديمقراطية، وإننا قلقون للغاية بأن هذا الحكم هو جزء من محاولة أوسع لخنق حرية الإعلام التي تعزز من الديمقراطيات في أنحاء العالم".
"تهم شاذة"
من جانبه، قال آل آنستي، المدير الإداري لقناة الجزيرة الإنجليزية في بيان له إن هذا الحكم "ينافي المنطق والعقل وأي مظهر من مظاهر العدالة".
وقال آنستي إنه لا يوجد أي "قدر من الأدلة" "يدعم التهم الشاذة والمزيفة" ضد الصحفيين.
وشملت الأحكام الصادرة سجن الصحفي الأسترالي بيتر غريسته، والصحفي محمد فهمي، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، سبع سنوات لكل منهما.
كما قضت الأحكام بسجن الصحفي المصري باهر محمد بالسجن عشرة أعوام.
ويتوقع أن يتقدم الثلاثة بالطعن على الأحكام الصادرة.
وقضت المحكمة أيضا بمعاقبة 11 متهما هاربا بالسجن المشدد 10 سنوات فى القضية ذاتها المعروفة إعلاميا بـ"خلية الماريوت".
كما حكمت ببراءة طالبين، من بينهما ابن محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين.