لقد عملت فرنسا على تأمين خروج الرئيس البوركينابي المخلوع، بليز كومباوري إلى كوت ديفوار إثر اندلاع الثورة الشعبية ضد حكمه..
ذلك ما أكده، الثلاثاء، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند؛ حيث ذكر أن فرنسا لعبت دورا في خروج كومباوري من بوركينا فاسو، دون الخوض في أية تفاصيل..
ويتبين من خلال قراءة في مسار تطور العصيان المدني الذي أنهى 27 عاما من حكم كومباوري؛ أن باريس تدخلت، فعلا، للمساعدة في تأمين خروج هذا الأخير على مرحلتين.
وطبقا لمصدر إعلامي مطلع في واغادوغو؛ فقد توجه كومباوري، بداية، إلى مدينة "بو" الواقعة على بعد عشرين كيلومتر من الحدود مع غانا، وبها توجد قاعدة قوات المظليين التي جاء منها أصلا؛ والتي أقامت فيها الدولة البوركينابية إقامة رئاسية..
غير أن الرئيس الهارب تنبه، سريعا إلى أنى هذا الخيار ليس الأسلم، إذ سيكون من الصعب؛ انطلاقا من "بو"، عبور جمهورية غانا للوصول إلى كوت ديفوار بشكل سري؛ علما بأن قافلته تضم 30 سيارة.
في هذه المرحلة، بالذات، تدخلت فرنسا التي يتواجد فيلق من قواتها الخاصة في واغادوغو؛ وكان الاتصال قائما بشكل متواصل بين فرنسا وبليز كومباوري أو قائد أركانه الخاصة، جيلبير ديانديري.
في البداية تم نقل كومباوري على متن مروحية نحو فادا نغوما (شرق بوركينا فاسو)، حيث يوجد مدرج للهبوط. وفي مرحلة ثانية، تم نقله إلى ياموسكرو بكوت ديفوار، على متن طائرة خاصة.
ولضمان النأي بنفسها عن الصراع السياسي الداخلي في بوركينا فاسو، حرصت باريس على إبلاغ قادة المعارضة البوركينابية بأنها تقوم بإخراج كومباوري من البلاد لدوافع إنسانية؛ فلم يبدوا أي اعتراض على هذا السيناريو باعتباره يضمن؛ من ناحية تأمين حياة الرجل، ومن ناحية أخرى؛ الحفاظ على السلم المدنير في بوركينا فاسو.. وفوق هذا وذاك، تلبية مطلب المعارضة الجوهري المتمثل في منع كومباوري من تعديل المادة 37 من الدستور البوركينابي، بما يتيح له الترشح لعهدة إضافية في رئاسيات أكتوبر 2015.
السفير