أعلن الشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق السبت، عن زيارة قام بها مع شخصيات من المعارضة السورية إلى موسكو، مؤخراً، بهدف بحث آفاق الحل السياسي للأزمة في البلاد المندلعة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.
وكتب الخطيب على صفحته الرسمية على (فيسبوك)، واطلع عليه مراسل (الأناضول)، “بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، تمت زيارة موسكو (لم يحدد موعد الزيارة ومدتها) بصحبة شخصيات سورية معارضة (لم يذكرها)، ولقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقيادات روسية أخرى”.
وأوضح أن الاجتماعات كانت “إيجابية”، وتمحورت حول فتح آفاق للحل السياسي للأزمة في سوريا، وضرورة العمل من خلال “ثوابت شعبنا في نيل حريته، على إيجاد آليات لانتقال سياسي”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن للمنظومة القائمة أن تجمع السوريين وتبني بلدهم، وتم التأكيد على أولوية إنقاذ سورية شعباً وأرضاً، وإيقاف القتل والدماء”.
وأشار إلى أن اللقاءات لم يحضرها غير الطرفين السوري والروسي، لكن لم يوضح فيما إذا كان الطرف السوري يضم شخصيات من نظام بشار الأسد.
وفي تعليق لاحق على نفس الصفحة، قال الخطيب إنه فيما يتعلق برئيس النظام، فقد تم التأكيد خلال المباحثات على أن “بلدنا لا يمكن أن يكون في عافية بوجوده، وهو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع من دماء وخراب، وبالتالي فإنه لا يمكن قبول أي دور له في مستقبل سوريا”.
ولم يتسنّ لمراسل (الأناضول) حتى الساعة (13.45 ت.غ) الحصول على تعليق رسمي على ما ذكره الخطيب من الجانب الروسي.
وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر” التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل أكثر من 3 أعوام ونصف.
ويعد الخطيب، المنتمي للتيار الإسلامي المعتدل، من أوائل من أطلق آراء ومبادرات لإجراء حوار مشروط مع النظام السوري قبل نحو عامين، إلا أنها لاقت استهجانا واسعاً من قبل أعضاء المعارضة السورية، وصلت إلى ممارسة ضغوط عليه دفعته للاستقالة من منصبة كرئيس للائتلاف في مارس/ آذار 2013.
وسبق أن نفى الخطيب على صفحته الرسمية وفي تصريحات صحفية أدلى بها أنباء تحدثت عن زيارته لروسيا أو طهران الداعمتين للنظام السوري، وأخرى تحدثت عن تقديم مقترح عليه لتولي رئاسة حكومة وحدة وطنية مع بقاء الأسد رئيساً.
ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ودخل إلى معادلة الصراع في سوريا العام الماضي تنظيم “داعش” الذي يعلن أن نظام الأسد هو عدوه الأول، في حين تتهمه المعارضة بتشويه صورة الثورة والتعامل مع النظام.
القدس العربي