غادر قطار فاخر يربط بين المجر وإيران بودابست للمرة الأولى يوم الاربعاء متجها إلى طهران وعلى متنه 70 راكبا في رحلة يعبر خلالها منطقة البلقان ومضيق البسفور واقليم كردستان العراقي قبل الوصول إلى ايران.
وتكلف رحلة القطار -التي تستغرق اسبوعين- الراكب الواحد ما بين تسعة آلاف جنيه استرليني على الاقل (14333 دولارا) إلى 25 الف استرليني لمن يريد الحصول على الخدمة الكاملة التي تتضمن التمتع بحمام خاص وبرنامج لزيارة مواقع سياحية ومشاهدة المواقع الساحرة التي تمتد على طول الطريق البالغ حوالي 7 ألاف كيلومتر.
وقال تيم ليتلر، مؤسس شركة (غولدن ايغيل) المشغلة للقطار، إن تذاكر الرحلة الأولى نفدت بعد عشرة ايام من طرحها. وأضاف انه يعتزم تسيير اربع رحلات اخرى العام 2015.
وأضاف ليتلر، من داخل القطار الذي تجره قاطرة تعمل بالبخار، "هناك فجوة هائلة في صناعة السياحة لمن يريدون السفر إلى ايران لكنهم يرغبون في ضمان الراحة والسلامة."
وقال "يوفر القطار هذين الشيئين.. السفر بالقطارات الفاخرة يكلف حوالي ألف إلي الفي دولار يوميا وتكلفة هذه الرحلة في هذا النطاق."
وربما يحمل القطار ثروة تزيد على الناتج الاقتصادي السنوي لبعض الاماكن التي يعبرها لكن ليتلر، قال إن ذلك لم يسبب مشكلات امنية لشركته.
وقال "واجهنا مشاكل امنية في روسيا عندما بدأنا العمل قبل 25 عاما. سافرنا إلى مناطق كانت تشهد مجاعات ووصلنا بقطار مليء بالكافيار وسمك الحفش وخمور فاخرة."
وأضاف إن بعض البلدان عرضت مساعدة اضافية. وقالت الحكومة الايرانية -التي اعلنت انها ستنفق بكثرة لتنمية صناعتها للسياحة- انها ستنشر حراسا داخل القطار.
وجوهر الخدمة اربع عربات اشتراها رجل اعمال بريطاني اخر هو هاورد تريندر من هيئة البريد المجرية وقام بتطويرها لتصبح عربات سفر فاخر للنوم بتكلفة بلغت مليون دولار للعربة الواحدة.
وقال تريندر وهو يمسك زجاجة من الجعة (البيرة) في عربة احتساء الخمور "شيدنا العربات الاربع الفاخرة بتمويل مني وقمنا بالتسويق لها في المملكة المتحدة. اقترح تيم فكرة ان تكون الرحلة إلى طهران وكانت اجابتي الاولي هي لا."
لكن ذلك تغير بعد نقاش مطول بينهما.
وتغلبت الشركة على سلسلة من المشاكل منها ضمان التزود بالوقود لعربة توليد الكهرباء والحصول على التصاريح اللازمة في خمس دول وتفادي العقوبات المفروضة على ايران.
وبودابست نقطة انطلاق الرحلة لأنها مقر القطار.
وتوقف القطار في محطات عدة وهو يعبر المجر ورومانيا وبلغاريا وتركيا. واكتشف الركاب ايضا عددا من المدن الايرانية وخصوصا يزد، الموقع التاريخي لبرسيبوليس عاصمة امبراطورية الاخمدينية الفارسية التي تاسست العام 550 قبل الميلاد، على بعد 70 كلم من شيراز (جنوب)، واصفهان العاصمة السياحية لايران.
واوضح بوب، الصيدلي المتقاعد الذي اتى من بريزبن مع زوجته، لوكالة فرانس برس ان "البلد شبيه بالريف الاسترالي، وهو صحراوي في قسم كبير منه". وقال انه التقى "الكثير من الناس اللطفاء واطفالا صغارا يتكلمون معنا بالانكليزية"، واقر بانه كان لديه سابقا "انطباع سيئ (عن ايران) وهو يقرأ الصحف".
ومنذ انتخاب الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني في حزيران/يونيو 2013 وسياسة الانفتاح نحو الغرب التي انتهجها، ارتفع بشكل كبير عدد السياح الاجانب ولا سيما الغربيين والاسيويين ليبلغ هذه السنة 4,5 ملايين شخص، بحسب السلطات الايرانية.
وتامل الحكومة في تطوير السياحة الثقافية لاجتذاب الاجانب الذين يتمتعون بقوة شرائية كبيرة، وتسعى الى جذب 20 مليون زائر سنويا بحلول 2025.