فوز ولد عبد العزيز بعرفات: كيف تحققت المعجزة؟

ثلاثاء, 2014-06-24 13:31

" وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب" ربما كانت تلك الآية التي لم تفارق قلب مدير حملة عرفات سيدى محمد ولد جدو  الملقب سيدات عندما علم ان الأقدار قذفت به إلى أقوى قلاع المعارضة وخاصة حزب تواصل، فمنها انتخب زعيم حزب  تواصل محمد جميل منصور لمنصب العمدة، ومنها قارع نظام ولد الطائع  في ذروة المواجهة مع الاسلاميين إلى أن تمت إقالته وإجباره على خروج البلد كلاجئ سياسي.

ورغم كل ذلك ظلت المدينة على العهد مع "التواصليين" ولم يتقلد منصب العمدة فيها إلا تواصليا،  حتى الانتخابات التشريعية الماضية التي فشلت فيها رسل الحزب الحاكم في كسب الرهان.

فما السر الذي جعل ولد عبد العزيز يفوز بعد أشهر وبفارق كبير على منافسيه؟

زيادة على العلاقة الحميمية لولد عبد العزيز مع مقاطعة عرفات والتي تمثلت في اختياره لها لاستضافة مهرجانه الكاسح 2009 ، فإن مدير حملة المقاطعة كانت له لمساته الخاصة، حيث واصل الليل والنهار من اجل قرع بيوت المقاطعة والبحث عن المفاتيح الحقة لقلوب أهلها .

فلم يهتم المدير بالاحتفالات الكرنفالية ولا الاستماع لألئك الأشخاص الذين تعودوا على عرض خدماتهم على كل من وطئت قدماه المقاطعة من أجل الاستفادة من ريع حملته، بل اهتم بالاتصال مع المواطنين والأشخاص الفاعلين.

وقد استطاع بالفعل أن يقنع الكثير من الوجوه الذين كان لهم دور في حملة المقاطعة، وخاصة أولئك الذين صوتوا لحزب "تواصل" في الانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة.

فحقق بذلك معجزة كان من الانصاف التنبيه عليها وذكرها، إذ لم يستطع أي كان طيلة الفترة الماضية أن ينجح فيها.

ومن التقى مدير حملة المقاطعة بعد إعلان النتائج بالكاد يمكن أن يتعرف عليه، لقد كادت جميع معالم وجهه تتغير نتيجة الإرهاق، فقد واصل الليل بالنهار، خوفا من فشل محقق وضمان مخرج يمكنه من خروج المأزق الذي وضع فيه.

لقد فاز ولد عبد العزيز، وخرجت مقاطعة عرفات من ربقة أعتى أحزاب المعارضة المقاطعة، فماذا بعد؟

النامي ولد محمد محمود