قال المرجع الشيعي في موريتانيا بكار ولد بكار إن أتباع المذهب في البلاد لن يتأخروا إذا ما طلب منهم المرجع الأعلى سماحةالسيد علي السيستاني قتال “داعش” في العراق، أعلن ذلك في حوار صحفي منشور في موقع المشاهد الموريتاني.
و اعتبر فتوى السيد السيستاني حول الجهاد الكفائي، بأنها تماثل قرار أمير المؤمنين (علي) عليه السلام عندما جعل الأولوية في مقاتلة الخوارج و هم خرجوا من جيشه، بدل القضاء على جيش معاوية المهزوم على حد تعبيره.. مستدلا بأبيات شعر لابنه يزيد، على أن طموح معاوية و بني أمية هو إلى الملك و المال فقط و ليس الدين.. و مضيفا أن الخوارج هم الخطر الحقيقي لأنهم يقدمون تفسيرا خاطئا للإسلام. تماما مثل “داعش” اليوم.
وحول وجود الشيعة في موريتانيا واتهام البعض لهم بالعمل في الخفاء، قال بكار ولد بكار، بالعكس نحن لا نسعى لاستفزاز أحد ولا نريد فرض رؤيتنا على أحد، وقد نظمنا دورات تكوينية لصالح بعض المستبصرين حول المذهب الجعفري. ليس لدينا خصوم بالمفهوم التقليدي عند الناس. إننا نعتبر أن المذهب الذي ساد في هذه البلاد هو مذهب السلطة التي ظلت قائمة لقرون من الزمن و هي سلطة بني حسان و هم بدون شك شيعة. أما المذهب المالكي فقد دخل من الشمال من المغرب على يد الفارين من الأندلس. الخطأ الكبير في رأينا هو الذي ترتكبه الآن بعض السلطات في المنطقة المغاربية تحت ضغوط الوهابية، سلطات تريد فرض المذهب المالكي و منع المذهب الجعفري. الدولة يجب أن لا تتمذهب لأن المذاهب مجرد مدارس فقهية تختلف دوما في الرأي. انظروا مثلا مالك تلميذ أبو حنيفة و هو يخالفه و الشافعي تلميذ لمالك و هو يخالفه. و الشافعي كفْر أبا حنيفة، مما جعل أتباع أبو حنيفة يكفْرون الشافعي و مالك أيضا، لينتهي باقتتال شديد بين الشافعيين و الحنفيين في بغداد.
إذا ظلت الدولة تارة تتبع لهذه المدرسة و تارة لأخرى فنهايتها التفكك. صحيح أن الذي أسس بعض المذاهب (مثل المالكية) هي السلطة في حينها، و لكنها فعلت ذلك لأنها كانت تريد إنشاء مناوئين لأئمة الشيعة وليس بدافع حبها للدين، لا أبو حنيفة و لا مالك و لا الشافعي انشؤوا مذاهبا، و الذي قرر حصر المذاهب في أربعة هو بيبرس المملوكي الذي لا دراية له بالدين، بل كان يشهد له بالفسق. فعلها لأن المماليك كانوا عبيدا للأيوبيين الأكراد العبيد الفرسان للخليفة العباسي و الذي استطاع بهم القضاء على الدولة الفاطمية.
اليوم نرى التاريخ يعيد نفسه على يد السعودية التي تدعي حمل لواء الإسلام، لكنها تنفق الأموال الطائلة على “داعش” و أخواتها لتدمير الدول الإسلامية و تطيح بنظام الإخوان في مصر (على غرار الدولة الفاطمية) و لا تعطي رصاصة واحدة لتحرير القدس.
الذين يريدون أن يظهروا بأنهم خصوم الشيعة في موريتانيا لا لشيء سوى الحصول على بعض الصدقات، نقول العافية خير مما تجمعون. لا داعي لزرع الفتنة في هذا البلد المسالم. نحن لا نكفر أحدا حتى و إن كفرنا تجنبا للفتن.لن يقع بالشيعة أبدا ما هو أعظم من حادثة كربلاء، فكل ما دونها فهو نعمة من الله.
وفي رده على سؤال يتعلق بشن البعض حملات إعلامية مضادة للشيعة في موريتانيا قال المرجع الشيعي يكار ولد بكار”
“و اعرض عن الجاهلين” في القرءان تلزمنا بعدم السجال مع الجهلة. من المعروف أن من جهل الشيء عاداه، كل مسلم يعادي الشيعة هو لا يعرف حقيقتهم، و إنما يكتفي بما يصله من معلومات من خصومهم أعداء دين الله و رسوله. يقال إذا كان المتحدث مجنونا يكون السامع عاقلا. هؤلاء “الخصوم” يقولون لك: نحن أيضا نحب أهل البيت. غير ممكن أن تحب أهل البيت عليهم السلام و تعظم من قتلهم عن بكرة ابيهم و تطعن في مكانتهم في الإسلام و في عقيدة أتباعهم. يقولون إن الشيعة يسبون الصحابة و خاصة أبي بكر و عمر و أم المؤمنين عائشة. و هذا الذي يقولون عن الشيعة جاء في القرءان و في الصحاح المعتبرة عند أهل السنة مثل صحيحي البخاري و مسلم. إذ قال القرءان “إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان…” هؤلاء الصحابة فروا جميعا يوم أحد و تركوا رسول الله (ص) و معه علي)ع* و طلحة و عشرة من الأنصار و امرأة. و كان عمر يقول في خلافته إنه لن ينسى يوم أحد و رسول الله (ص) يناديه: لا تتركني يا عمر أنا رسول الله أنا محمد، و عمر يتسلق الجبل هاربا. هل هذا سب لعمر قامت به الشيعة و هو يعترف بذلك؟ و في الصحيحين نقلا عن عائشة أن فاطمة بنت رسول الله (ص) طالبت أبي بكر بحقها من رسول الله. فرد عليها أنه سمع رسول الله (ص) يقول: نحن معشر الأنبياء لا نورث. فأجابته: أنت لا تقرأ القرءان : “و ورث سليمان داوود” و قال على لسان زكرياء : فهب لي من لدنك وليا يرثني و يرث من آل يعقوب” الكل أنبياء. هل هذا سب لأبي بكر قامت به الشيعة؟ و في صحيح البخاري أن عائشة و حفصة آذياتا رسول الله، فذهب عمر يوبخهما. فنزل: “إن الذين يؤذون الله و رسوله، لعنوا في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا أليما”. أورد هذه القصة الكثير من أعلام السنة مثل الغزالي في كتابه إحياء العلوم و البغدادي في تاريخ بغداد و الطبري في الأوسط و الهندي في كنز الأعمال. هل الشيعة يفترون؟ هذا في كتب السنة! و أين الدليل من الكتاب و السنة الذي يثبت إن سب أحد الصحابة أو طعن فيه أو لعنه أو لعن بعض زوجات النبي موجب كفر؟ فقد وصف عمر و بحضرة رسول الله (ص) حاطب و هو مهاجر و بدري أنه منافق و طلب الإذن بضرب عنقه. فهل نصف عمر بالكفر؟ قال أشد العلماء إن ثبت أن الخبر السيئ عن الصحابي إذا كان كذبا فهو فسق. أما إذا كان صحيحا فلا شيء! الغريب في الأمر أن الذين يحملون على الشيعة هم السلفية الوهابية الذين ينتمون إلى مذهب أحمد بن حنبل و الذي ورد في كتابه المسند تفنيد كل ما يقولونه. سال عبد الله بن احمد بن حنبل والده أي الصحابة أفضل: فقال أبو بكر ثم عمر ثم عثمان و ظل يعد فقاطعه عبد الله يا أبتي لم تذكر علي بن أبي طالب. رد أحمد: هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء! قبل أن يشتموا الشيعة أو يكفروهم، على المتحدثين أن يخفوا آيات قرءانية و صحيحي البخاري و مسلم و كتب علماء السنة الأوائل مثل أحمد بن حنبل. قال الإمام محمد بن ادريس الشافعي:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله
كفاكم من عظيم الشان أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
فهل تضللون الشافعي بعد أحمد بن حنبل، و تزكون على الجميع ابن تيمية الذي يزعم أنه من أتباع أحمد و قد ذكر ابن بطوطة في كتابه “تحفة الأنظار و غرائب الأمصار” أنه مجنون؟
المشاهد+ المرابع مديا