يعود كات ستيفنز الذي يعرف بيوسف إسلام منذ اعتناقه الاسلام، بعد غياب طويل منظماً جولة موسيقية عالمية يحاول خلالها التوفيق بين هويته المزدوجة.
يرى البعض فيه شخصية مثيرة للجدل فيما لا يفهمه آخرون، وقد إعتلى المغني البريطاني خشبة المسرح الأسبوع الماضي في لندن مسقط رأسه ليحيي حفلتين أشاد بهما النقاد وسمحتا بالتحقق من ان صوته الجامع بين القوة والحنان لا يزال يسحر الجمهور.
ويقول يوسف: «القيام بجولة جديدة يخلف لدي شعوراً بالارتياح. أنا رجل سعيد». وتقوده جولته إلى بلجيكا وايطاليا والنمسا والمانيا فيما يقيم حفلة في 16 الشهر الجاري في باريس، المدينة التي «أثرت فيّ كثيراً» بسبب «علاقاتها العذبة مع الحياة»، على ما يقول.
وفي كل هذه الحفلات سيروّج لألبومه الجديد «تيل ذيم آم غون» الذي فيه كثير من البلوز، لكنها ستتضمن أيضاً اغانيه القديمة والناجحة مثل «وايلد وورلد» و»مون شادو» و «بيس تراين». ويوضح «أريد أن أمتع الناس».
وبعد اوروبا ينتقل الى الولايات المتحدة حيث منع لفترة من الدخول الى اراضيها بعد إدراج اسمه على لائحة اشخاص يمنع عليهم السفر بعد هجمات 11 أيلول. ويؤكد «أشعر بأنه مرحب بي الآن وستكون الأمور على ما يرام». وفي الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر، يواجه الفنان خطر اعتباره مشبوهاً. فمنذ اعتناقه الدين الاسلامي عام 1977، انضم كات ستيفنز الى فئة الفنانين الذين لا يلفتون النظر بموهبتهم فقط. وقد خلف ذلك لديه ندوباً عميقة وحذراً شديداً من وسائل الاعلام.
ويقول بأسف: «علاقتنا على حد السيف. فوسائل الاعلام تسعى دائماً الى خبر لافت ومثير. لا يسعني ان أثق بأحد».
وأثارت السنوات التي كرسها لشؤون التربية وأعمال الخير الكثير من التكهنات. والحدث الأكثر إثارة للجدل في هذا الاطار، يبقى دفاعه العام 1989 عن الفتوى التي صدرت بهدر دم الروائي ســلمان رشدي. وهو اعتبر بعد ذلك، هذا الموقف «حماقة». لكن البعض لا يزال يأخذ عليه عدم تقديم اعتذارات في هذا الخصوص.
أغنية «إديتنيغ فلور بلوز» الواردة في البومه الأخير والتي تأخذ طابعاً شخصياً جداً، تتطرق الى هذا الفصل. لكن عندما يطلب منه توضيح الامر يقول بلهجة قاطعة: «هذ بالتحديد نوع الاسئلة التي أريد تجنبها».
في سن السادسة والستين لا يزال يوسف إسلام يعير مظهره اهتماماً هوسياً فيطلب من المصور ان يغيّر الزاوية التي صوره فيها، وهو يتحكم في كل شاردة وواردة... إلا انه يبدو بشوشاً ولطيفاً.
وسريعاً يدور الحديث عن هويته هو المولود ستيفن ديمتيري يورغيو من أب يوناني وأم سويدية والذي بات يحمل الآن اسمين آخرين مختلفين.
" الحياة "