بدا مظهر بول دوفين كنجم روك أكثر منه رئيس سابق لنادي "هال سيتي" لكرة القدم، حين شوهد الشهر الماضي
وهو يرتدي نظارة شمسية "يو تو" في المدرجات الرياضية لهال، حيث بدا غريبًا لدى المشجعين.
ولكن في الواقع تلك النظارات لم تكن بغرض الزينة أو اتباعه للموضة، فخلال فصل الصيف تمّ تشخيص رجل الأعمال، البالغ من العمر 56 عامًا، بإصابته بمرض نادر وقاتل من السرطان في مقلة العين اليمنى، بعد عشرة أيام خضع لجراحة استئصال العين.
وهناك نحو 600 حالة من سرطان الجلد العنبي يتمّ تشخيصها في المملكة المتحدة كل عام؛ وأظهر المسح أنَّ السرطان لم ينتشر في جسم بول، ولكنه سيحتاج إلى فحوص منتظمة وخاصة للكبد الذي تعود نصف حالات الأورام بسببه.
ويذكر بول، الذي يعيش في ساري مع زوجته إيما وثلاثة من أطفاله: "لقد كانت ضربة"، جاءت الإشارة الأولى بأنَّ هناك شيء غير صحيح في عيد الفصح الماضي، بعدما بدأ بملاحظة بريق في رؤيته، وومضات من الضوء تحدث بشكل مفاجئ عند وقوفه أو تحركه بشكل مفاجئ.
ويضيف: "ذكر لي الطبيب العام إنه على الأرجح بسبب مشاكل في الجيوب الأنفية ووصف لي مضادات حيوية ومنشطات".
ورغم ذلك ظلت المشكلة قائمة، وبحلول آب/أغسطس أصبح من الصعب تجاهل المشكلة، حيث في أحد الأيام لاحظ بول ومضة لافتة، وكأن أحد قد التقط صورة، حجز بعدها موعدًا مع طبيب العيون، وكشف الفحص وجود مرض متزايد على شبكية العين.
وبعد عشرة أيام زار بول الجراح الاستشاري فيكتوريا كوهين، مدير خدمات الأورام البصرية، واعتبرت أنَّ حالة بول قد تؤدي إلى العمى في أي حال، وعليه الخضوع لعلاج شعاع بروتوت بشكل دقيق، ولكنه اختار بعد ذلك استئصال عينه بدلّا من العلاج.
وتذكر السيدة كوهين: "هذا هو المطلوب من حوالي ثلث المرضى الذين نشخصهم بسرطان الجلد العنبي".
وأجريت عملية إزالة العين في أيلول/ سبتمبر الماضي، وفي نفس الوقت تم وضع عين تعوضية مؤقتة مصنوعة من المرجان لتشابهه مع الأنسجة البشرية، تمّ زرعها وتعليقها على العضلات الباقية، وهو ما يعني أنها تتحرك بنفس الطريقة وكأنها حقيقية تمامًا.
يوضح بول أن فقدان عينه كان أمرًا صعبًا، لكنه لن يقضى المزيد من الوقت في التفكير في هذا الأمر، فحسب قوله "كان قرارًا منطقيًا".
وسيتمّ تركيب كرة اصطناعية دائمة فيما بعد انحسار التورُّم، ولكن بول يميل إلى ارتداء النظارات الشمسية لإخفاء عينه حتى يتمّ تركيب الأطراف الاصطناعية الدائمة.
وهو قادر على قيادة السيارة مرة أخرى والعودة إلى العمل، ويشير: "أواجه تحديًا، حين التقي بالناس في محطة واترلو في لندن، جميعهم يتسارعون إليك من اتجاهات مختلفة".
ويتبنى بول الآن حملات توعية صحية خاصة بالعينين؛ للتأكيد على أهمية الفحوص الطبية المنتظمة، مضيفًا: "لقد كنت محظوظًا لحصولي على رؤية مثالية طوال حياتي ولم أكن أهتم بصحة العين لذلك السبب، وأنا أريد حقًا تشجيع الناس للذهاب وفحص العين مرة كل سنتين؛ حيث يمكن التقاط الإصابة المبكرة بالسرطان وضغط الدم والسكري، لو كنت أعلم أهمية ذلك، لكنت امتلكت عيناي حتى الآن".