أندوني زوبيزاريتا..ثالث أكثر اللاعبين مشاركة في مباريات دولية في تاريخ إسبانيا، كان حارسا أساسيا لسنوات طويلة لفريق برشلونة وللمنتخب، قدم مسيرة جيدة لا تخلو من الهفوات القاتلة، أبرزها في مباراة نيجيريا بمونديال فرنسا 1998.
لكن هفوات زوبيزاريتا كمدير رياضي حالي للنادي الكتالوني أكثر فداحة من أخطائه كحارس، خاصة في الصيف الماضي، بإعتباره المسئول عن صفقات البرسا، التي لم تؤت ثمارها حتى الآن.
وبإقتباس اسم الفيلم الأمريكي الشهير I Know What You Did Last Summer
يسرد هذا التقرير أبرز 7 خطايا ارتكبها مهندس صفقات البلاوجرانا الصيف الماضي:
1 - دوجلاس:
تفاجأت وسائل الاعلام البرازيلية بأنباء اهتمام برشلونة بالظهير الأيمن دوجلاس لاعب ساو باولو، فهو لاعب محلي مغمور لا يملك سمعة طيبة ولم ينضم للسيليساو من قبل.
وحين أرادت الصحف الإسبانية البحث عن لقطات تظهر مهاراته لم تجد أشهر من مقطع صغير فاضح يتلاعب خلاله رونالدينيو، نجم البرسا السابق، حين كان يمثل أتلتيكو مينيرو، بدوجلاس ويهينه بمراوغة رائعة.
تعالت الأصوات في إسبانيا لتحذر من المخاطرة بتلك الصفقة، وتكرار فشل صفقتي مواطنيه هنريكي وكيريسون، اللذين جاءا من بالميراس في 2008 و2009 ولم يشاركا في أي مباراة مع البرسا، ليخوضا سلسلة من الإعارات قبل بيعهما.
أبرم زوبيزاريتا صفقة دوجلاس مقابل 4 ملايين يورو، وكان ينظر إليه كخليفة لمواطنه داني ألفيش، لكنه لم يشارك سوى في مباراة واحدة امام مالاجا قدم فيها أداءا مخيبا، ودخل في دوامة الإصابات.
وبدلا من حل أزمة الظهير الأيمن، تفاقمت لعدم إقتناع المدرب لويس إنريكي بالثلاثي ألفيش، دوجلاس ومونتويا، ليضطر لإشراك الظهير الأيسر البرازيلي أدريانو في الجبهة اليمنى في المباراة الاخيرة امام ألميريا.
2 - ماتيو:
عانى برشلونة كثيرا من ضعف خط دفاعه في السنوات الاخيرة، وتكفل زوبيزاريتا بتجديد دماء هذا الخط، لكنه انتقى الفرنسي كبير السن محب التدخين جيريمي ماتيو من فالنسيا، وبالغ في دفع 20 مليون يورو للحصول على خدماته، ليصبح من أغلى اللاعبين فوق 30 عاما في تاريخ اللعبة.
ماتيو نفسه اعترف بأنه لم يصدق اهتمام البرسا به، لكنه اعتبرها مكافأة نهاية الخدمة، حيث لم يستدعى من قبل للمنتخب في بطولة كبيرة بل استدعي في عدد ضئيل من المباريات الودية.
من المفترض أن ماتيو يجيد اللعب كقلب دفاع وظهير أيمن، لكن أدائه لا يوحي بأنه سيحمي عرين البلاوجرانا في المباريات الكبيرة، كما أنه أثار مشكلة مع إنريكي بسبب تصريح أبدى فيه إندهاشه من خوض الكلاسيكو الماضي، الأول له، كظهير أيسر.
3 - فيرمايلين:
فضيحة جديدة لزوبيزاريتا، الذي أراد معالجة القصور الدفاعي بالتعاقد مع "لاعب مصاب"!!، فقد اشترى برشلونة البلجيكي توماس فيرمايلين في صفقة استفاد منها أرسنال الإنجليزي بـ12 مليون يورو.
وحتى الآن ومع اقتراب الموسم من منتصفه، لم يشارك فيرمايلين في أي دقيقة لعب، بل لم يجلس على مقاعد البدلاء ولم يتم استدعائه لأي مباراة هذا الموسم.
وتظل الحالة الصحية لفيرمايلين في علم الغيب، وحين يُسأل عنه إنريكي في المؤتمرات الصحفية يجيب "لا جديد"، في الوقت الذي ظهرت فيه تقارير صحفية تشير الى حاجة اللاعب لإجراء عملية جراحية، ليتأخر ظهوره الى 2015.
4 - تجاهل كروس:
تعجب الأسطورة الهولندي يوهان كرويف من تفريط برشلونة في لاعب بقيمة الألماني توني كروس، فقد أظهر النادي اهتماما خجولا وغير جاد ببطل العالم، وكان بالإمكان الاستعانة بمدربه في بايرن ميونخ بيب جوارديولا للتوسط في نقله للبرسا، فضلا عن العلاقة الجيدة مع النادي البافاري بعد بيع الشاب تياجو الكانتارا.
لكن الغريم ريال مدريد استغل تباطؤ زوبيزاريتا وتخاذله رغم سهولة نيل الصفقة، وتركيزه أكثر على صفقة الكرواتي إيفان راكيتيتش، ليخطف اللاعب الذي تحول الى "قيصر" جديد، ويقدم حاليا عروضا مبهرة بعد تأقلمه سريعا في أجواء الليجا، وهو بلا شك أفضل بمراحل من راكيتيتش.
5 - رافينيا:
ضخم المدير الرياضي في الإشادة بالبرازيلي الصاعد رافينيا، الشقيق الأصغر لتياجو الكانتارا، بعد استعادته من الإعارة بسلتا فيجو، واعتبره وريثا شرعيا لشافي هرنانديز في وسط الملعب.
لكن رافينيا لم يقدم أوراق اعتماده في العدد القليل من المباريات التي شارك بها لينال ثقة الجماهير كنواة جيل ذهبي جديد لبرشلونة، ويعيبه كثرة التعرض للإصابات.
6 - صفقات باهظة:
قد يكون من المبكر الحكم بالفشل على صفقات برشلونة الصيفية، مع تبقي الكثير من المباريات بالموسم، لكن الأكيد أن النادي بالغ في دفع مبالغ باهظة في تلك الصفقات، وكان بإمكان زوبيزاريتا التفاوض بشكل أفضل حول القيم المادية.
واقعة "عض" النجم الأوروجوياني لويس سواريز للمدافع الإيطالي جورجو كيليني في مونديال البرازيل، والعقوبة الكبيرة للفيفا، خفضت كثيرا من قيمته التسويقية، لكن البرسا أتم صفقة شرائه من ليفربول الإنجليزي مقابل 80 مليون يورو، رغم أنه كان بوسعه الفوز بخدماته بنصف هذا المبلغ تقريبا.
7 - رحيل سيسك وأليكسيس:
يمكن تبرير رحيل لاعب الوسط الإسباني سيسك فابريجاس والمهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز بالاستفادة من حصيلة بيعهما من أجل شراء سواريز، لكن وسائل الاعلام الإسبانية ترى أن أسلوب إنريكي يحتاج لإمكانات سيسك وأليكسيس، وأن الثنائي لم يفشل في البرسا بسبب ضعف المستوى وإنما لعدم ملائمة خطط اللعب السابقة لهما.
والدليل أنهما حاليا من أبرز النجوم المتألقين في الدوري الإنجليزي بقميصي تشيلسي وأرسنال، فمركز صانع الالعاب، الذي لم يمنح كثيرا لسيسك في برشلونة، هو الأنسب له في خطة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، وهو الآن من أفضل صناع الأهداف في أوروبا، كما أن وجود سانشيز كرأس حربة مباشر، وليس كجناح، لدى فريق المدرب الفرنسي أرسين فينجر أظهر معدله التهديفي المتميز.
==========
- ولم يسلم زوبيزاريتا من الانتقادات في السابق بسبب بيع تياجو الى بايرن في وقت كان البرسا في أمس الحاجة لخدماته في منتصف الملعب الموسم الماضي، واعتبار كارليس بويول "صفقة الشتاء" الماضي في الدفاع رغم انهياره البدني وإصاباته المزمنة، والاستعانة بمدرب مغمور مثل الأرجنتيني تاتا مارتينو لقيادة أحد عمالقة أندية العالم في أول تجربة له في أوروبا