دعا بيرام ولد الداه ولد اعبيد في حديث قبل لحظات في مقابلة حصرية مع "المشاهد" من اسماهم بالمرجفين والمنافقين والافاكين الي إسعاف السلطات القضائية بأدلة تثبت تورطه في أي عمل مشبوه، مضيفا انه عليهم اغتنام الفرصة الآن بمد السلطات بالحقائق عن المزاعم التي كثيرا ما تحدثوا عنها في حقه من علاقته بإسرائيل وعمله علي تقويض السلم الأهلي في موريتانيا وتجاوزه ضد رجال الدين.
وأكد ولد أعبيد، ان المحققين عاجزون حتى الآن عن توجيه تهم له أو لرفاقه، ويحاولون فبركة بعضها إلا أنهم حتى الآن لم يفلحوا.
وقال بيرام، انه قدم يوم 11 الي مدينة روصو متوجها الي العاصمة السنغالية داكار في رحلة علاجية لأسنانه، وانه كان سيستقل طائرة عند تمام الساعة الحادية عشرة ليلا من يوم بتاريخ 12 نوفمبر 2014 باتجاه باريس في رحلة تدوم لشهرين، كان من المزمع ان يلتقي فيها بشخصيات حقوقية وبرلمانية وأكاديمية أوروبية، علي ان يعود الي ارض الوطن في الخامس من يناير 2015.
واضاف بيرام، انه وبعد انهي كل إجراءات سفره باتجاه السنغال، قرر ان يحي القافلة الحقوقية المناهضة للعبودية العقارية والتي تشارك فيها حركته، ضد الظلم العقاري الذي يمتاز بصبغة ممنهجة من إدارات ومحاكم الدولة الموريتانية ضد المزارعين والفلاحين الموريتانيين من لحراطين ومجموعات الزونوج الأخرى، مضيفا ان هذه العبودية العقارية التي يمارسها المشايخ والإقطاعيين من البيظان، كما يمرسها قلة من إقطاعي السوننكي وبشكل اقل من البولار كانتى هي محور القافلة.
واضاف بيرام ان دولة الإقطاع في موريتانيا تعطي الأراضي المأهولة والمستصلحة والمسكونة من طرف الفلاحين من فئات العبيد والعبيد السابقين الي إقطاعيين من البيظان لا يملكون الأرض ولا يعملون فيها ولا يسكنون بها، فقط يمتلكونها عن طريق وثائق تعطيها لهم الإدارة والقضاء بصفة زبونيه وبصفة تميزية، كما انضافت عليها ظاهرة تشبهها، وهي منح الأراضي الشاسعة مملوكة ومستصلحة من طرف مجموعات لحراطين والزنوج لرجال أعمال وضباط وشخصيات قبلية من البيظان بالتعسف الإداري والقضائي والتمييز العنصري، مؤكدا مرة أخري ان هذه الظاهرة كانت هي محتوي رسالة القافلة.
ويضيف بيرام، ان القافلة انطلقت من نواكشوط يوم الجمعة بعد حصولها علي ترخيص من وزارة الداخلية الموريتانية باسم منظمة "كاوتال جيلي تال"، وأنهت مشوارها عن طريق بوغي روصو، وعملت كثير من المحطات الجماهرية كانت فيها الإدارة حاضرة حتى وصلت مشارف مدينة روصو ولم تعترضها أي سلطة تحرم نشاطها.
وفي اليوم المشهود 11 من نوفمبر الجاري يضيف بيرام، وبعد ان أنهيت إجراءات نقل عبور سياراتي عبر الباغ الي السنغال توجهت لتحية القافلة التي كانت تعتزم تسليم رسالة الي الوالي موجهة الي رئيس الجمهورية فيها جرد للمظالم والمشاكل، وبعد تسليم الرسالة كانت القافلة ستمضي بسلام باتجاه نواكشوط، وعقد مؤتمر صحفي فيها من قبل أعضاء القافلة.
وعلي مشارف المدينة –يصيف بيرام- تعرض حاكم روصو للقافلة واخبرها انه لا يمكن لها الدخول، وطلبت انا التحدث إليه فقبل، وطلبت منه ان يترك القافلة تمر علي ان ترافقها السلطات، واسلم أنا الرسالة شخصيا للوالي ومن ثم أواصل وجهتي الي السنغال، إلا ان الحاكم رفض، وقال ان لديه أوامر ان لا تتحرك القافلة من مكانها، فطلبت منه ان يترك أعضاء القافلة يمرون راجلين والذين يصل عددهم تقريبا الي 30 شخصا كانوا علي متن ستة سيارات صغيرة الا انه رفض بحجة ان لديه اوامر لمنع دخول القافلة الي مدينة روصو.
وبعدها -يضيف بيرام- طلبت من القافلة الامتثال لأوامر السلطات، وان يلتزموا بالنظام والشعارات السلمية، وفجأة حاصرتنا قوة من حوالي 150 عنصرا من الدرك والشرطة والحرس وبدأت في قمعنا بوحشية.
وبعد ذلك استدعاني الدرك انا وابراهيم ولد بلال وجيبي صو، إلا انه قبل ان يصعد ابراهيم الي السيارة ضربوه بوحشية وسحلوا كل من الداه ولد بوسحاب وخطري ولد الراجل.
ووجه بيرام نداءا لجميع المناضلين والمناضلات من ايرا والمتعاطفين معه ان يتحلوا بالسلم التام في كل نشاط وضمانات السلمية، وان لا يردوا علي أي عنف جسدي ولا لفظي، وان يواصلوا المقاومة بالتنديد بأعلى صوت ضد محاولة تصفية التيار الانعتاقي.
كما وجه نداء الي السلطات التي تباشر التحقيق معه وبقية المعتقلين ان تأخذ جميع الملفات التي يدعي المرجفون من كافة الفئات أنها بحوزتهم، بدل محاولة السلطات فبركت جرائم لم تعثر عليها، وان يأتوا بدلائل لإسعاف السلطات التي تبحث عن تهم توجهها لبيرام وجماعته.
واكد بيرام انه غير متخوف من الإعدام ولا أي شيء، باستثناء الخوف في حالة ارتكابه لجريمة ضد البشرية او الدين وهو ما لم يحصل في الوقت الحالي.
ودعا السلطات الي التوجه لمنازلهم المعتقلين ومقر ايرا المحاصر من اجل البحث عن أدلة سعفها في ملف تحقيقاتها، واضاف انه الآن بصدد تزويد المحققين بمعلومات بريده الالكتروني لأنه لا يملك أي معلومات يخاف منها او يخفيها، مشيرا انهم ماضون في خطهم النضالي ضد العبودية وضد تزوير الدين بالطرق السلمية، مضيفا انه مسجون ولم يلبس زي النساء للهروب، وعلي انه لن يحاول لأنه متأكد ان المستقبل والتاريخ سيبين الحقيقة".