:يشهد الواقع الوطني منذ ما يناهز العقدين من الزمن ,تفاعلات غاية في الأهمية والخطورة في نفس الوقت ,جاءت هذه التفاعلات نتيجة (تراكمات )الماضي الموظف توظيفا خطأ حيث نتهرب من تسمية القضايا بأسمائها الصحيحة ,أما محاولة التسوية والدخول في التصحيح رغم كونه الحل فمازال غير مباشر .
إن ما نلاحظه هذه الأيام ليس جديدا بقدرما هونتاج تفاعلات الماضي المشترك وما ينجر عنه من علاقات خلطت الحسن والخشن ,الجيد والقبيح وهكذا العلاقات الاجتماعية منذ أن وجد الإنسان على وجه البسيطة .
إن هذه التفاعلات التي طال انتظار الدخول العقلاني في حلها ستظل عالقة ما لم ينتبه لها الوطنيون ويدخلوا في حلحلتها من الأعماق لا محاولة الالتفاف والتهدئة المؤقتة ,التي لن تقدم الملف إلى الأمام بل ستزيد المشاكل العالقة والمصاحبة قوة وتعطي فرصة لطفيليات المشاكل حتى تستنسر وتكون مشكلة حقيقية تتطلب هي الأخرى الحل .
يتميز المجتمع الموريتاني(وهذه مصاحبة له منذ ذهاب المستعمر على الأقل ,وما أحدثه الجفاف من تأثيرات على البنية الإجتماعية )بأنه عبارة عن كانتونات ضيقة تكاد لا تتسع لجديد بل تعتبره دخيلا عليها فنجد :الحلة أو المحصر ,لفريك ,أدباي ...حسب بعض الجهات وفي المقابل يوجد لكصر الذي يعتبر أقرب للحضر لأنه لم يؤسس على بنية اجتماعية كما هو عند المجتمع البيظاني ( إن كانت الكلمة ما تزال مقبولة )
هذه التفاعلات عبارة عن الثورة على ما يعتبره البعض ظلما ويعتبره البعض الآخر ثورة على القيم الاجتماعية المقدسة ,لكن هذه الثورة أحدثت هزة كان من الأحسن تلافيها ,صحيح أن السلطات عبر مسار الدولة الموريتانية لم تترك الملف مغلقا بل حاول كل حسب ما سمح به المجتمع التخفيف من حدة القضا يا المطروحة (العبودية ,التعدد الفئوي, والتعامل معه ...إلى غير ذلك )فتحصلت عندنا ترسانة قانونية مهمة ما زال النفوذ عقبة أمام تطبيقها ...
إن الثورة على هذه القيم اعتبرها (أصحاب السلطة ) ثورة على الدين الناصع واعتبرها المتضررين منها ثورة على الشوائب التي طرأت على الدين وشكلت قيودا اجتما عية صنعها الضمير الجمعي المتحكم منذ القدم , وهو ثقافتنا جميعا ليست لأحد دون الآخر إلا أننا نتفاوت في ملكيتها ....
صانع هذه الثقافة والذي أسسها فيما يدعيه (ولست مشككا بقدرما أنسب القول لقائله) مؤسسها على الدين الاسلامي الحنيف شريعة الله التي جاء بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
متلقي هذه الثقافة وهم الفئات الاجتماعية الاخرى التي كانت بين سطور المجتمع وهي مقلدة لانهامغلوبة على أمرها وعقليتها مازالت على الفطرة تنتظر من يهودها أو ينصرها ولا أب لها ولا أم غير الصنف الاول { صانع الثقافة }
وتعلمون جميعا أن هذا الجزء الذي حمى لنا هذا الدين وهذه الثقافة لابد أن يتحمل أخطاء النقل فتأسست على ذلك جملة من الأخطاء جاءت من مجتهد أخطأ أو مفت أصدر فتوى عن جهل أم من تدخل الشياطين بين المرء ونفسه
وإذا لم ينتبه العقلاء إلى ذلك فإن هذه المساحة الشاسعة وهذا المجتمع المتعدد الثقافات بفعل العولمة لن يبقى على عهده الأخوي لا قدر الله ، فؤنادي الجميع من كل أرجاء الوطن الحبيب إلى الانتباه لوحدتنا والبحث عن حلول مفيدة للمجتمع والابتعاد عن شيطنة الأمور بانحياز كل واحد لجهته دون تعقل .
إن انقسامنا كانتنات ضيقة والأغلبية صامتة ليس بالجيد للوطن بل ينذر بالخطر .وما المانع من المصالحة مع الذات ؟ولماذا لا يكون التنوع لصالح الوحدة الوطنية
الوطن الوطن أيها العقلاء ولا تقبلوا بالتفرقة لأنها لا تخدم من يطالب بها أحرى جمعنا الكريم لا لتشويه الدين لا للظلم باسم الدين نعم لموريتانيا موحدة ولجميع الموريتانيين
القاسم ولد الطالب بوبكر
باحث في الفلسفة 46818371