كانت النتائج الأخيرة لبرشلونة، خصوصاً بعد الهزيمة أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو، ضربة موجعة للفريق الكتالوني، ولكن من وجهة نظر أخرى وبعيداً عن الصورة التي ظهر بها زملاء ليو ميسي في المباريات الأخيرة، كانت بداية هذا الموسم جيدة، حيث أن برشلونة على بعد نقطتين من متصدر الليجا وضمن تأهله لدور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا قبل جولتين من نهاية دور المجموعات.
وكشفت صحيفة موندو ديبورتيفو كيفية العمل اليومي لمدرب برشلونة الذي يقضي تقريباً 12 ساعة في المدينة الرياضية "خوان جامبر،" حيث يصل مدرب سيلتا فيجو السابق عادة إلى مركز تدريبات الفريق في الساعة 7.30 صباحاً ويظل هناك حتى 20:00 مساء.
وأشار نفس المصدر أن لويس إنريكي في بعض الأحيان يأتي بدرجاته الهوائية من منزله في منطقة "جافا مار" إلى مركز التدريبات (يقطع مسافة 20 كيلوميتر).
وحينما يصل بدراجته الهوائية فإن إنريكي يبدأ يومه بالاستحمام ثم يتناول وجبة الإفطار ويبدأ عمله في مكتبه، حيث يستعرض أشرطة فيديو لمباريات برشلونة ومنافسيه، ويستخدم "سماعات" وذلك لقطع الاتصال مع ما يحدث في الخارج وللتركيز جيداً في مهامه.
ويتواجد لويس إنريكي في نفس المكتب الذي تواجد فيه آخر المدربين في برشلونة (بيب جوارديولا، تيتو فيلانوفا وجيراردو تاتا مارتينو)، ولكنه يتقاسم مكتبه مع جهازه الفني على عكس المدربين السابقين، ولذلك فقد أمر بإزالة الجدران التي تفصل كل مكتب، وذلك ليكون رفقة مساعديه في نفس المكتب.
وبعد ساعات قليلة في مكتبه، يصل وقت ممارسة التدريبات في حوالي الساعة 11:00، ويكون لاعبو برشلونة مطالبون بالتواجد قبل ساعة من انطلاق التدريب في مركز التدريبات، ومن يتأخر يدفع الثمن غالياً مع صرامة أعادها لويس إنريكي بعد ضياع هيبتها مع تاتا مارتينو الموسم الماضي.
ووفقاً لنفس المصدر، فإن اللاعبين يقومون بتلبية أحكام مدربهم بدقة. وعلى الرغم من هذه التدابير التي تبدو صارمة، إلا أن علاقة المدرب ولاعبيه ليست مثل الرقيب وجنوده كما يعتقده البعض، ولا يحتاج مدرب برشلونة إلى صرامة من أجل أن يحترمه لاعبوه، فهناك أجواء جيدة.
ويتواجد لويس إنريكي قبل انطلاق التدريبات رفقة لاعبيه في غرفة تغيير الملابس، وهو شيء لم يعتمده المدربون السابقون، فيسعى لويس إنريكي من ذلك لمعرفة أحوالهم ويرى ما اذا كان هناك أي شيء جديد.
وأكدت صحيفة "موندو ديبورتيفو" أن لويس إنريكي يحترم خصوصية اللاعبين ودائماً يفتح أبواب مكتبه للحديث معهم ومناقشة قضايا يومية أو تكتيكية، وتكون هذه الاجتماعات مع اللاعبين سواء بطلب منه أو من اللاعب.
ومن جهة أخرى، فإن لويس إنريكي يثق كثيراً بمساعديه ويتحدث كثيراً معهم، وعلى الرغم من كونه معجب كبير بالتحضير البدني، إلا أنه لا يتدخل في عمل المعد البدني للفريق "رافائيل بول،" وبالنسبة لتنسيق التدريبات، فإن المكلف بذلك هو روبرت مورينو، أما إستراتيجية التدريبات، فهي مسؤولية مساعده كارلوس إنزوي.
وكل عضو في الجهاز الفني لمدرب برشلونة لديه عمل مكلف به، ولكن لويس إنريكي عنيد ويظل دائماً مع أفكاره، فهو يستمع ولكنه لا يتأثر.
ومن جانب آخر، فإن التدريبات ليست مغلقة فقط أمام وسائل الإعلام، بل أيضاً ممنوع حضور أسر اللاعبين، على الرغم من أن هناك يوم في الأسبوع يسمح فيه لمن أراد دعوة شخص ما.
وفي النهاية وفي ما يتعلق بظهوره أمام وسائل الإعلام، فكل من طبيبه النفسي خواكين فالديس، وموظفه المكلف بالشؤون الإعلامية خوسيه مانويل لازارو يقترحان عليه بأن يكون متعاطفاً وودياً مع الصحافة، ولكن ما يظهر في بداية هذا الموسم أنه لا يموه حينما لا يعجبه شيء.
ولا ينوي لويس إنريكي الدخول أو الحديث في قضايا خارج كرة القدم مثل الانتخبات الرئاسية للنادي أو استقلال كتالونيا، فيعتبر نفسه فقط مدرب كرة قدم ولا ينوي الحديث عن ذلك في مؤتمرات صحفية طوال هذا الموسم.
كوووورة