ينبغي لوسائل الإعلام التي تحترم نفسها وتحترم المجتمع، أن تحرص- كل الحرص- على أن تكون المواد التي تعرضها تهدف إلى تنوير الناس، وغرس حب الوطن في نفوسهم، وتهذيبهم وصقل أذواقهم وتنمية مواهبهم ومهاراتهم...وبصفة خاصة هذا الجهاز السحري(التِّلْفاز) الذي يطل برأسه-ليلا ونهارا-على معظم البيوت، والذي يؤثر -سَلبًا أو إيجابًا-في مُشاهدِيهِ. ولنعلم جميعا أنّ حرية التعبير محمودة بشرط أن لّا نسيئ فهمها. ولنعلم كذلك أنّ الإعلام سلاح ذو حَدّيْن، يمكن أن يسهِم-وهذا هو المطلوب-في تكوين رأي عام يحث الناس على فعل الخير والتمسك بالثوابت والقيم والأخلاق الفاضلة، والمشاركة الفاعلة في عملية البناء والتعمير. كما يمكن أن يكَوِّنَ-وهذا ما يجب الاحتراز منه-رأيا عاما مخالفا يدفع الناس-بطريقة غير مباشرة، وربما بحسن نية- إلى التعصّب الأعمى والعنصرية البغيضة، ممّا قد يؤدي-لا قدر الله- إلى التخريب والتدمير، بدلا من البناء والتعمير. مع الإشارة إلى أنّ العمل على زعزعة الوحدة الوطنية-أو خلخلتها-، هو أخطر معاول الهدم. فحذارِ ثمّ حَذارِ من الاقتراب من هذا الخط الأحمر !
إسلمو ولد سيدي أحمد
كاتب وخبير لغوي وباحث في مجال الدراسات المعجمية والمصطلحية