صوت أعضاء مجلس مدينة باريس الاثنين ضد خطط لبناء أول ناطحة سحاب حديثة في العاصمة الفرنسية منذ أكثر من 40 عاما تاركين برج ايفل ينفرد بأفق باريس حتى الوقت الراهن.
لكن العمدة الاشتراكية آن إيدالغو أعلنت هذا التصويت لاغيا وباطلا لأن بعض أعضاء المجلس المحافظين من المعارضة أظهروا بطاقات التصويت تحديا لقرار جعل التصويت سريا. وطلبت حكما قضائيا حول ما اذا كان يمكن عدم الأخذ بهذا التصويت.
وحالة انعدام اليقين القانونيية هذه ضربة لمجموعة يونيبيل-رودامكو. وهي أكبر مجموعة عقارية مدرجة في بورصات أوروبا. وكان من المقرر ان تستثمر 500 مليون يورو (624 مليون دولار) في هذا الموقع الذي كان مقررا ان يكتمل في عام 2018.
وشكل أعضاء المجلس المحافظون والمنتمون لحزب المدينة الخضراء أغلبية طفيفة لكنها معطلة لإقامة هذا المبنى المقرر أن يبلغ ارتفاعه 180 مترا ويحظى بدعم إيدالغو واعضاء المجلس الاشتراكيين.
وبالرغم من ان ناطحات السحاب شائعة في معظم العواصم الرئيسية الأخرى فقد واجهت معارضة قوية في باريس حتى منذ بناء برج ايفل البالغ ارتفاعه 300 مترا والذي شيد من اجل "المعرض العالمي لعام 1889".
ولم يتم بناء ناطحة سحاب كبيرة داخل حيز المدينة منذ افتتاح مبنى مونبارناس البالغ ارتفاعه 210 مترا ويضم 59 طابقا في جنوب باريس والذي افتتح في عام 1973. وتتركز معظم ناطحات السحاب الحديثة الأخرى في حي لاديفانس التجاري على المشارف الغربية للمدينة.
وكان مقررا اقامة هذا المبنى الجديد على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة في حي بورت دو فرساي الذي يضم العديد من قاعات المؤتمرات الضخمة.
وفي وجود نحو 85 الف متر مربع من المساحات المكتبية للايجار كان من المنتظر ان يكون هذا المبنى واحدا من أكبر المشروعات المكتبية في باريس التي تشهد طفرة في الاهتمام الاستثماري.
وصمم هذا المبنى المهندسون المعماريون بشركة "هيرتزوغ ودي ميرون" ومقرها بازل والذين كانوا وراء تحويل محطة كهرباء "بانك سايد" في لندن الى متحف "تيت مودرن ارت" وكذلك تحويل الاستاد الوطني "عش الطائر" في بكين من أجل دورة الالعاب الاولمبية في عام 2008.